وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: في حديثه مناكير(1).
الثالثة أنه قد نص بعض المحدثين على ضعف الحديث، قال الشوكاني: ضعفه العقيلي(2). فلعله ضعفه لعلة أخرى غير ما ذكرنا.
وأما حديث أبي هريرة
فأخرجه الدارقطني(3) من طريق النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أمرنا معاشر الأنبياء أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضرب بأيماننا على شمائلنا في الصلاة )).
تقييم الحديث
في حديث أبي هريرة هذا علتان تمنعان الاحتجاج به:
الأولى أن في إسناده من تكلم فيه، ففيه: ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
قال ابن حبان: كان رديء الحفظ، كثير الوهم فاحش الخطأ، يروي الشيء على التوهم، ويحدث على الحسبان فكثرت المناكير في روايته، فاستحق الترك. وتركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين(4).
وكان زائدة لا يروي عن ابن أبي ليلى، وكان قد تركه ويأمر بترك حديثه(5).
وكان شعبة يقول: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى(6).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: كان سيء الحفظ مضطرب الحديث(7).
وقال الجوزجاني: سيء الحفظ(8).
وعن ابن المديني: كان سيء الحفظ واهي الحديث(9).
وقال الساجي: كان سيء الحفظ لا يتعمد الكذب، فكان يمدح في قضائه، فأما في الحديث فلم يكن حجة(10).
وقال أبو حاتم: محله الصدق، كان سيء الحفظ، شغل بالقضاء فساء حفظه، لا يتهم بشيء من الكذب إنما ينكر عليه كثرة الخطأ، يكتب حديثه ولا يحتج به(11).
صفحه ۴۳