ذکر حديث السيل الذي وصل إلى دمشق المحروسة وسلامة الخزائن المعمورة منه
ولما أقام مولانا السلطان في دمشق هذه المدة ووصلت أخباره إلى كل عدو قريب و بعيد، وأنه متی صد لمغالط في نفسه يغره بالله الغرور. فلم يوجد لأحد في تلك الجهات مرور. وآن وقت ار بيع، ولم يبق إلا التوديع، تقرر أن يكون توجهه المبارك في يوم الخميس حادی عشر شعبان. وأحضرت جمال الخزائن والبيوتات لتحمل وتوسق. ولم يبق إلا إخراج الخزائن. فرسم مولانا السلطان بأن الجمال لا ينزل بها عند باب ولا في تلك الجهة. ولم يرسم بخروج الخزانة في ذلك اليوم توفيقا من الله وكانت الجماعة من مماليكه وخواصه نازلين بين النهرين فسير رحلهم من ذلك المكان. وتأخر من كابر. فلما كانت ليلة الأربعاء وصل السيل وجاء كأنه الجبال الرواسي. فأخذ الخانات والفنادق والأدر وجرف كل ما كان قد امه من كل شيء، وهلك للناس شيء كثير من خيل وجمال وقماش وأموال وهلك عالم لايحصى لهم عدد، واحتمل مالا تعرف قيمته بعد ولا بجملة حساب، وليس الخبر كالعین.
وكان هذا السيل هو على الحقيقة طوفان.وسلم كل مايتعلق بمولانا السلطان: من خزائن وأموال وجمال و بیوتات وذلك ببركة رأيه الشريف وحسن فكرته الصالحة وآرائه الناجحة.
وتوجه مولانا السلطان من دمشق عائدا في يوم السبت ثالث وعشرين شعبان فوصل إلى قلعته سالما في يوم الثلاثاء ثامن عشر شهر رمضان .ED
صفحه ۷۲