وبعد عشرين يوما سير ارغون بربغا وسكتور إلى عند أم أحمد، وقالوا: إن ابنك ضربه الحر فمات ، ووصاهم بأن يحفظوا ما تقوله لهم. فقالت: « لو كان ابني سمع کلامی ما أصابه شيء، وإنما هو خرج عن الياسة وما سمع كلامي. وإنما يعيش بقية أولادي: أرغون وحوشکب وهو لاجو .
ولما خرجوا من عندها تنصتوا: هل يسمعونها تبكي أو تقول شيئا فما قالت شيئا. ولا أعادت ولا أبدت. ثم طلبتهم وقالت: قولوا لولدی ارغون: « ما كان مصلحة نهب بيت جدك هلاون، وأحمد لما خرج من الياسا أنا الذي امسكته لكم»، فتوجهوا و بلغوا أرغون الحديث عنها.
قال هذه ما تريد تخرج من كلامها ومشورتها. ثم أعطاها بلادها كما كانت في زمن ابنها: طومان وميافارقين. ولما قتل أرغون أحمد عز على حوشكب كونه قتله بغير أمره وندم على ما فعل. فركب وراح من قدام ارغون. فسير طلبه فما أمكنه إلا أن يحضر إليه. فحضر في خمسمائة فارس وتعاتبوا، فقال له حوشکب: «أنا أعتقتك من يد أحمد واسره ». فاعترف له بذلك. وعتبه على جلوسه على التخت وما شاوره. ثم اتفقوا على أن بايدو يحكم على إقليم بغداد، وهولاجو يحكم على الروم، وحوشكب يحكم من إربل إلى تخوم الروم، وولد أرغون يحكم إلى جوا مكان أبيه وأجای بحكم على الكزج.
صفحه ۶۵