وكان في مينا نابل هذه ثمانية وعشرون شینيا مرکزة بها. فلما طرقتهم شوانی الریدرغون البرشنوني لم يجسر أحد من أهل نابل أن يطلع إلى الشواني المركزة في ميناها. فطلع الأبرنس ابن الری جار القائم مقام أبيه وطلع معه الكند نائبه وجماعة كبيرة من الأكناد ومن الخيالة، لانهم قالوا لولد الري جار: متى لم تطلع أنت، و إلا ما يطلع أحد. فلما طلع طلعوا وقصدوا شواني البرشنوني التي حضرت لقتالهم. فلما خرجوا من مينا نابل قدر ثلاثة أميال اندفعت شوانی البرشنونی اقدامهم إلى داخل البحر لأن الريح كانت غربية، وخافوا أن تحشره الريح في البر. فلما اندفوا طلبتهم شواني الرى جار دهی متفرقة في البحر، فرجعت عليهم شوانی البرشنونی وقابلتهم، فأخذت منهم عشرة شوان. وكان ولد الري جار والأكابر في شيني مستعد بالرجال والعدد، فقاتلوهم قتالا عظيما، وإن شخصا ممن كان في شوانی البرشنوني التزم أنه إن أعطى خمس أواق ذهب أن يتلف شيني ولد الري جار، فغطس وخرق الشيني المذكور، فعمل الماء فيه وأشرف على الغرق. فعند ذلك رموا سيوفهم وطلبوا الأمان، فأخذوا الملك ومن كان معه من الأكناد والخيالة والأعيان، ثم أخذوا عشرة شوان أخر خارجة عن العشرة الأول، وأحضروا الملك وأصحابه إلى مسينا، وعاينه أهل المدينة، وسيروا أعلموا البرشنوني بما تجدد، وقالوا: إن هذه الواقعة كانت في العشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وستمائة
صفحه ۶۰