ذكر ما فعله الله في أعداء الإسلام من الفرج والتتار ببركة مولانا السلطان و بوجه السعيد الميمون الطلعة من هلاك ملوكهم واشتغالهم بنفوسهم
قد ذكرنا ما سماه الله لهذا السلطان وعلى يديه من نصرة غالبة ومعونة راتبة، وأن الله ما اختاره سدی، ولا جعله إلا رحمة وهدى، والسعادة منها مقصور ومتعد. فالمقصور ما يلزم الملك في نفسه ومن يلوذ به، والمتعدي ما يعود نفعه على القريب والبعيد والبلاد والعباد. وهي السعادة التي تهلك الأعداء بنفسها، و يكفي الله المؤمنين بها القتال، ويستغنى بها في أكثر المواطن عن المال والرجال، فيكون صاحبها منصورا، و يقول ما قال الله: إنما نطعمکم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )) فكم سعادة كانت كالشمس تضيء أنوارها في المغرب والشرق، وهي في السماء الرابعة، وأشعتها في الأرض تحرق، وسعادة مولانا السلطان لها هذا التأثير العظيم الجليل، ولا بد في ذلك من إقامة دليل، وذلك أنه مذ قام مولانا السلطان في مهمات الأمة الإسلامية ما برحت الأعداء في نقص ولا نصرت لهم راية، وصاروا لمن خافهم آية. ED
صفحه ۵۷