============================================================
وهو حصن منيع وكان قد استولى على أكثر هو وولده : فعزم بنو بيلة : علي قصد مرزوق وبنيه حيث هم، وأرادوا إنزالهم إلى حصن بربطانية. فقال لهم مرزوق : مالكم تخرجوننا عن أوطاننا ، ولتا بأهل لما تتوقعونه منا! ولكن تعالوا فتوثقوا منا برهائن . فرضوا بقوله وأخذوا الرهائن وانصرفرا بهم، وفي جملتهم بهلول هذا وكان أجمل بنى أيه فضمه [والى] وشقة * إلى سدته: فبينا هو فيها إذ طلمت عليه جارية كان ابن سلمة صاحب وشقة قد اختصها لزآمته، وائتمنها على أمواله ، فنظرت منه منظرا راعها فعلقته ، ووعدته الخروج معه من القصر فأجابها . وخرجا ليلا بأكثر أموال ابن سلمة . فلما فقدها مولاها نظر فى بهلول ، وكثف عنه ففقده أيضا . فأيقن بالشر، وركب من فوره ذلك فاحتل بقصر منش حيث والد بهلول ليلا، فوجدهم ركودا لا حركة لهم فهاجهم وقال لهم : ما فعل بهلول؟ فقالوا : لا عهد لنا به بعد أن أسلمناه بيدك رهينة . فلم يقبل منهم، وأظهر العزم فى طلبه عندهم. فقالوا له : دونك أيماننا وذرارينا فلا طاقة لنا بغير ذلك . فسكن عند ذلك عنهم: فلما كان بعد هدأة من الليل ، استفتح بهلول على أبيه الباب ومعه 1الجارية والآموال، فقال له أبوه : إن لم تمض عنى وضعتك بين يدى طالبك .
ففر بهلول بنفسه والجارية والآموال فلحق بأرض برشلونة . وكانت له هناك خؤولة فسكنها أعواما، ثم مل الثواء بها فصدر عنها ، وقصد قرية [شلقوه] من بسيط 1بربطانية وهى من عمل بربشتر، وكان له فيها أخت وصهر، فلما دخل على أخته قال لها : لا تتروعى ، أنا أخوك بهلول الذى من قصته كذا وكذا .
فعرفته وسكنت إليه: وكان عامل بنى سلة يوشذ على قرية شلقوه هذه يسخر أهلها ويؤذيهم بالنوائب وغير ذلك . وكان فيهم زوج أخت بهلول ، فأرسلت إليه أن يقدم ، فلم يأذن له العامل ، ثم أكدت عليه فأذن له ، فقدم على بهلول وتلقاه وأعلمه خبره. فيينا هو معه يستريح إليه إذ طلع عليه خادم العامل يأمره بالانصراف،
صفحه ۷۳