============================================================
قدمه هذا نمن أندلسى جديد يضيف إلى ما نعله عن الأندلس قدرا صالحا ، ويكمل جزما من التراث الأندلسى المفقود ، ويسد ثغرات فى جغرافيا الأندلس وتاريخها، ويزيح قدرا من الغموض كان يحيط بتاريخ الثغور الآندلسية فى فى الشمال، وينظم فى نسق متصل تاريخ الأسر التى حكمت تلك الثغور ، ويضع بين أيدينا أسماء عدد ضخم من البلدان والقرى والحصون والمواضع التى عمرها وعاش فيها أهل الأندلس . وهر أيضا يكشف عن حلقة من حلقات التأليف فى موضوع المسالك والمالك، الذى شارك فيه علماء المشرق والمغرب ، والذى اختلفت أساليب التآليف فيه باختلاف العصور وللمؤلفين. ولو وصل إلينا كتاب أبى العباس العذرى هذا كاملا، لكان مرجعا وافيا شاملا لأخبار المغرب والمشرق على السواء، فهو كتاب ضخم، ولكن الجزء الذى وصل الينا لا يتجاوز عشر الكتاب غالبا . ومع ذلك فليس من شك فى أنه خبر الأجزاء وأكثرها نفعا ، لأنه يدور كله، إلا صفحات قليلة ، حول الأندلس ، وهى وطن المؤلف ، فعى أقرب أقطار الأرض إليه، وأجدر أن تكون معرفته بها أكمل وأوفى من معرفته بأى بلد آخر.
ومؤلف الكتاب هو أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذرى المعروف بابن الدلائى . وقد ذكر المؤلف نفسه طرفا من حياة أجداده فى أثناء الكتاب(1) ، ومنه تعلم أنه ينتسب إلى القبيلة العربية علرة، نسب ولادة لا (1) انظر نحة 1390 من التس
صفحه ۴