وأرسل قوم من أهل صنعاء للإمام بمال وسار إليه أبو الصباح بن خلف. وقوم من أهل صنعاء إلى ريدة في ثمان بقين من شوال من هذه السنة وسار الإمام بمن أطاعه إلى نجران من عيان. وذلك يوم الخميس لاثنتى عشر ليلة بقين من شوال هذا ووصل إلى نجران يوم اثنين وعشرين من شوال هذا وقابلهم يوم الجمعة وخرب بعض سورهم. ودخلت الهجر (1) حتى نهب بعضها وقتل في [30- أ ] عسكر الإمام وفي أهل الهجر قتلا ذريعا، وأخرجوا من الدروب، وسألوا الإمام أن يطرد عنهم العسكر وهم يعطونه حبساء، ومالا يصرف عنهم العسكر، وسار بهم كسر (2) نهار. وأقام ينتظر من يأتيه منهم ثلاثة أيام فلم يأته أحد وبنوا ما قد كان فرض (3) عليهم في درب الهجر.
فلما كان يوم الجمعة لأربع بقين من هذه الشهر من هذه السنة سار إليهم الإمام بمن معه من العسكر فوجدهم قد تحصنوا فلما وصل إليهم العسكر قاتلوه فلم يزل القتال بينهم إلى قرب نصف النهار، ثم خرجت خيل من الدرب وأقبلت خيل من السهل وحملت الخيل بعضها في بعض فقتل من همدان خلق وانهزموا، وأخذ ثقلهم. وانصرف الإمام إلى صعدة ثم سار إلى عيان وراح من سلم إلى منزله فأقام الإمام في عيان إلى سبع بقين من ذي القعدة سنة 390 وسار الزيدي بعنس في ثلاث داخلة من ذي الحجة من هذه السنة فدخل الهان وأخذ ما كان هنا لك لأسعد بن أبي الفتوح من دابة وفرس وبعير وغير ذلك.
ووصل الخبر إلى أسعد فأصرخ في عشيرته ومن أطاعه. فتجهز معه جيش كثير، وقد كان وصل كتاب الزيدي إلى أبي الصباح بن خلف. وهو على الولاية يومئذ بصنعاء ان يقطع الطريق ويحارب ابن أبي الفتوح من
صفحه ۱۱۱