[أمراء اليمن]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين روي ان النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم بعث فروة بن مسيك المرادي
وما ان طبنا جبن ولكن
منايانا ودولة آخرين.
(1) على مراد (2) ومذحج (3) واليمن كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن أمية بن عبد شمس (4) على الصدقة، فكان في بلاده حتى توفي رسول الله صلى عليه وسلم.
وكان فروة قد قال للنبي صلى الله عليه (5): إني امرؤ شريف في
وما ان طبنا جبن ولكن
منايانا ودولة آخرين.
صفحه ۱۷
قومي. وعددهم كثير (1) فأقاتل بمن معي من أدبر عني فقال: نعم، فخرج فروة ونزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جبريل (عليه السلام)، فلما سري عنه قال: ما فعل فروة المرادي قالوا: همس (2)، فبعث رسول الله صلى الله عليه عمر بن الخطاب في طلبه فأدركه بعد ثالثة فقال: ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه فقال فروة: عائذ (3) بالله من غضبه وغضب رسوله، فرجع مع عمر فقال لرسول الله صلى الله عليه مثل ذلك فقال له النبي صلى الله عليه: لا سخط عليك أنك أتيتني فزعمت أنك شريف قومك وان عددهم كثير (4)، وسألتني ان تقاتل بمن أقبل معك (5) من أدبر عنك، فأتاني جبريل (عليه السلام) فأمرني ونهاني، فكان مما (6) أمرني به الرأفة بأولاد سبأ واللطف بهم والتحنن عليهم، فانه (7) يحسن إسلامهم وان تدعو قومك إلى الإسلام فمن أسلم فأقبل منه ومن كفر فقاتله. فقال فروة: يا رسول الله ألا تخبرني عن سبأ (8) أرجلا (9) [1- أ] (10)
المائة التي اشترط الأشعث وقبل الباقين. ثم قال للأشعث: الحمد
صفحه ۱۸
لله الذي أمكن منك على غير عهد، وأراد قتله فقال الأشعث: أنا سفير قومي والمستأمن لهم، فقال زياد: لماذا استأمنت فأين اسمك فيهم ان كنت فيهم خليت سبيلك فقال الأشعث: بيني وبينك خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه. فأوثقه رباطا فوجه به إلى أبي بكر وعرفة في كتابه بقضيته فلما قدم به على أبي بكر عرف به أبا قحافة (1) وكان لا يمضي أمرا دون مشاورته فقال له: لا تقتل الأشعث ولكن من عليه وأطلقه وزوجه اختك ففعل فولدت له محمد بن الأشعث.
وسار خالد بن سعيد بن العاص إلى خولان سخيم فقتلهم وسلبهم.
وروي ان أبا بكر رضي الله عنه بعث علي بن أبي طالب (2) رضي الله عنه إلى أرض تهامة والمصانع (3) وحضور (4) وجبل الورس (5) وأرض عك (6)
صفحه ۱۹
فعصوا فحرق منهم بالنار وأسلم منهم ناس.
ولما استخلف أبان بن سعيد (1) يعلى بن منية (2) على صنعاء أقام عليها خلافة أبي بكر وعامة خلافة عمر، فأشخصه عمر، وذلك أن رجلا من أهل حفاش (3) أتى إلى يعلى فقال: ان رجلا قتل ابني فكتب يعلى إلى سعيد بن عبد الله الكناني (4)، وكان عامله على حفاش وملحان (5) أن يرفع (6) إليه قاتل ابن ذلك الرجل، فقدم به سعيد على يعلى فأقر بقتل ابن ذلك الرجل فأمر (7) يعلى عدة من دينا (8) أهل صنعاء فحضروا ودفع [1- ب] إلى
صفحه ۲۰
والد المقتول سيفا يقال له البحتري (1) فقال: اقتله وهؤلاء شهود فضربه فجذعه بالسيف وظن (2) انه قتله فاحتمله أهله ليدفنوه فوجدوه يتنفس وبه رمق فداووه فبرىء وصح فوجده أبو المقتول بعد ذلك يرعى غنما لأبيه فأتى إلى يعلى فقال قاتل ابني حي فكتب يعلى إلى عامله فأشخصه إليه فإذا هو فجست. جراحته وفتشت فوجد فيها الدية، فقال له يعلى: إن شئت فادفع الدية إليه واقتله وإلا فدعه، فلحق الرجل بعمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستعدى (3) على يعلى وذكر انه حال بينه وبين قاتل ابنه فغضب عمر بن الخطاب. فعزل يعلى وبعث المغيرة بن شعبة (4) على صنعاء وأمره ان يرفع إليه يعلى فأشخصه المغيرة وأساء إليه.
فلما قدم يعلى على عمر أخبره الخبر فاستشار عمر عليا (عليه السلام) فقال: ان يعلى لقاض بالحق فرده على عمله ورد المغيرة، فأحسن يعلى إلى المغيرة فقال المغيرة: والله ليعلى كان خيرا مني حين عزل وحين ولي.
وكان مقام المغيرة بصنعاء واليا عليها سنتين (5)، ثم أقام يعلى بن منبة
صفحه ۲۱
باليمن على حاله واليا، وكان أخوه عبد الرحمن بن منية (1) قد ابتاع من رجل من أهل اليمن فرسا أنثى بمائة قلوص (2) فندم البائع، فلحق بعمر، فقال:
غصبني يعلى وأخوه عبد الرحمن فرسا لي فكتب إلى يعلى: أن أقدم علي فأتاه فأخبره الخبر، فقال عمر: ان الخيل [2- أ] لتبلغ هذا عندكم (3)، فقال: ما علمت أن فرسا بلغت هذا قبل هذه (4)، قال عمر: أنا (5) نأخذ من الأربعين شاة شاة ولا نأخذ من الخيل شيئا خذ من كل فرس دينارا فضرب على الخيل دينارا دينارا (6).
ثم ان نفرا من أصحاب يعلى بعد رجوعه إلى اليمن، وقعوا على رجل فضربوه حتى أحدث، فلحق بعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين ان مواليا ليعلى (7) ضربوني حتى أحدثت (8). فكتب عمر إلى يعلى [أن يسير] ماشيا من صنعاء فخرج ماشيا من صنعاء.
فلما سار أميالا لقيه بريد بموت عمر واستخلاف عثمان بن عفان وإثباته على عمله فرجع راكبا فرحا.
وروي أن عثمان بن عفان في أول خلافته بعث على اليمن رجلا بعد يعلى يقال له عثمان بن عثمان (9) الثقفي، فلما قدم رأى حال أهل اليمن.
صفحه ۲۲
رجع فقال له عثمان: ما ردك قال رأيت قوما ما سئلوا اعطوا ان سئلوا حقا أعطوه وان سئلوا باطلا اعطوه وأقر عثمان يعلى على اليمن حتى قتل عثمان، وفر يعلى من صنعاء. وابن أبي ربيعة (1) من الجند (2) وخافا أن يؤخذا قبل يقدما مكة فلم يعترض لهما أحد.
واستخلف علي بن أبي طالب (عليه السلام). فبعث عبيد (3) الله بن العباس بن عبد المطلب على صنعاء وسعيد بن سعد الأنصاري (4) على
صفحه ۲۳
الجند فلم يزالا بهما زمن الفتنة.
فلما ظهر معاوية وقتل علي (عليه السلام) بعث (1) معاوية بسر (2) بن أرطأة أحد بني [2- ب] عامر بن لؤي في ألف فارس، وأمره أن يطلب بدم عثمان فلما قارب اليمن خطب الناس عبيد الله بن العباس فقال: انه قد جاءكم نبيط (3) الشام فان كان عندكم قتال فقد قويتكم بأموال قريش حيث كانت، فقام إليه رجل (4) فقال أيها الرجل انه والله ما مثلك خدع ولا قيل له الباطل. فاستن (5) شانك فأما أموال قريش فو الله لا نخلص إليها، فلما سمع ذلك عبيد الله تجهز وخرج طريق أعشار (6)، واستخلف عمرو بن أراكة
صفحه ۲۴
الثقفي (1) على صنعاء وخلف ابنيه الحسن والحسين (2) عند امرأة من الأبناء يقال لها أم سعيد ابنة بزرج (3) وكانت أول من صلى لله القبلة بصنعاء، فلما صار بسر بصنعاء أخذ عمرو بن أراكة خليفة عبيد الله فقتله وبعث لا بني عبيد الله فأخرجا من عند أم سعيد ابنة بزرج فلما ادخلا عليه قالا له: يا عم والله ما لنا جرم. فقال: ذكرا ابني أخي بهما إلى باب المصرع (4) فذبحا.
ثم قدم اثنين وسبعين شيخا من أبناء فارس فذبحهم على باب المصرع لدخولهم في طاعة عبيد الله بن العباس، فمكث بسر سنة في اليمن يعبث فيها ويقتل ويدوخها ثم عزله معاوية.
صفحه ۲۵
وفي قتل عمرو بن أراكة (1) يقول أبوه يرثيه
لعمري لقد أردى ابن أرطأة فارسا
بصنعاء كالليث الهزبر أبي أجر
فقلت لعبد الله إذحن باكيا
بدمع على الخدين منهمر سجر
(2):
تأمل فإن كان البكا رد هالكا
على أهله (3) فاجهد بكاك على عمرو
[3- 1] ولا تبك ميتا بعد ميت أجنه
علي وعباس وآل أبي بكر
ثم بعث معاوية عثمان بن عثمان (4) الثقفي على اليمن.
ثم بعث معاوية عتبة بن أبي سفيان (5) وجمع المخلافين صنعاء والجند فاستقضى عنه عبد الرحمن بن حسيك (6) فمكث عتبة على اليمن ثلاث سنين، ثم لحق عتبة بمعاوية واستخلف على صنعاء ومخاليفها فيروز الديلمي (7) فمكث على اليمن ثماني سنين.
لعمري لقد أردى ابن أرطأة فارسا
بصنعاء كالليث الهزبر أبي أجر
فقلت لعبد الله إذحن باكيا
بدمع على الخدين منهمر سجر
صفحه ۲۶
وبعث على الجند رجلا من ثقيف على الصلاة (1)، وعلى الجباية (2) قيس الكاتب (3) وهو جد عباد (4) ودومان.
ثم توفى فيروز فبعث معاوية النعمان بن بشير الأنصاري (5) على اليمن فمكث بها سنة ثم عزله.
وبعث معاوية بشير بن سعد الأعرج (6) عم شهاب بن عبد مالك فمكث على اليمن سنة ثم عزله.
واستعمل معاوية سعيد بن دادويه (7) على اليمن. وبعث بعهده إليه مع مولى يقال له صالح فقدم صالح وسعيد في الجند فلقيه بحير (8) بن ريشان الحميري فسأله عن أمره فكتمه صالح وسأله عن سعيد فقال بحير: أظن أن أمير المؤمنين قد استعمله على اليمن فقال صالح: نعم وهذا عهده معي فمضى بحير يبادر صالحا حتى دخل على سعيد بن دادويه قبل أن يصل إليه
صفحه ۲۷
صالح فسلم عليه بالإمارة (1) وأخبره برسول معاوية إليه بعهده على اليمن فمكث سعيد واليا تسعة أشهر. ثم توفى سعيد.
فبعث الضحاك بن فيروز (2) على اليمن فكان واليا عليها حتى توفى معاوية.
فلما استخلف يزيد [3- ب] بن معاوية بعث بحير بن ريشان الحميري على المخلافين وتقبلهما منه ما كانت له ولاية.
وكان يبعث إلى يزيد كل سنة سبعين ما بين وصيفة (3) ووصيف. وكان متجبرا عاتيا. وكان قد وفد عليه رجل من الحجاز من جنب (4) فامتدحه بشعر يقول فيه (5):
بحير بن راشان (6) الذي ساد حميرا
ونائله مثل الفرات غزير
واني لأرجو من بحير وليدة
وذاك من الحر الكريم كثير
فلما أنشد هذا الشعر غضب بحير ثم قال: لا أم لك ترحل إلي من الحجاز لا ترجو مني إلا وليدة لقد صغرت لقدري ثم أمر به فضرب أسواطا،
صفحه ۲۸
ثم أمر له بعشر ولائد. وأحسن جائزته وصرفه فمكث بحير على اليمن أربع سنين.
فلما ظهر عبد الله بن الزبير (1). وكان الناس باليمن مع الزبير (2) إلا قليلا منهم.
فبعث عبد الله بن الزبير الضحاك بن فيروز (3) على اليمن فمكث سنة ثم عزله.
ثم بعث عبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي (4) على صنعاء فمكث بها سنة.
ثم عزله. ثم بعث عبد الله بن المطلب بن أبي وادعة (5) السهمي على اليمن فمكث بها سنة ثم عزله (6).
ثم بعث عبد الله بن الزبير على اليمن مغيث بن ذي الترخم
صفحه ۲۹
الأوزاعي (1) وأصله من مقرى (2) وهو جد بني أبي العيزار المغيثين (3) الذين يسكنون ذارازم (4) بمخلاف ذمار. وعبد الرحمن بن مغيث (5) إبنه فمكث على اليمن خمسة أشهر ثم عزله.
وكان عبد الرزاق بن همام (6) [4- أ] الفقيه الذي يحدث عنه مولى (7) المغيثيين.
ثم بعث حنش بن عبد الله (8) وهو رجل من بني بكر بن وائل. وامه من
صفحه ۳۰
أبناء فارس (1) وهو جد إسحق بن حنش (2) الرواس الذي كان يسكن البيدا (3) من صنعاء فمكث على صنعاء أربعة أشهر ثم عزله.
وبعث (4) قيس بن يزيد السعدي (5) أحد بني تميم على اليمن فمكث بها عشرة أشهر ثم عزله.
ثم بعث (6) لقا النجود مولى عثمان بن عفان فمكث خمسة أشهر ثم عزله.
ثم بعث الضحاك بن فيروز على اليمن فمكث ستة أشهر ثم عزله.
وبعث خلاد بن السائب الأنصاري (7) على اليمن فمكث بها خمسة أشهر ثم عزله.
صفحه ۳۱
ثم بعث أبا الجنوب (1) فأقام بها وقتا ثم عزله.
ثم قدمت الحرورية (2) وهو بها وقائدهم قدامة بن المنذر الحنفي (3) في شوال سنة إحدى وسبعين، ثم قتل ابن الزبير بمكة قتله الحجاج بن يوسف وصلبه.
وظهرت خلافة عبد الملك بن مروان.
وجمع وهب بن منبة (5) لقتال الحرورية فجاءه الحكم بن زاحرة (4) فقال: انه ليس لنا بقتال الخوارج طاقة ونحن نتخوف ان يستحلوا دماءنا ففرق الناس وهب وكف عن قتالهم (6).
وذكر إسمعيل بن زياد (7) عمن أدرك الحرورية: ان الحرورية أقاموا بآلة السلاح شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين ثم صالحوا أهل صنعاء على ان يدفعوا إليهم [4- ب] مالا ذكر أن مبلغ ذلك مائة ألف دينار أو نحوها وان
صفحه ۳۲
أهل صنعاء استعانوا في ذلك بأهل المخاليف فأعانوهم ورفدوهم (1).
ثم خرجت الحرورية من صنعاء.
وأقام بها الضحاك بن فيروز يؤم بالناس.
وبعث عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي (2) على الحجاز واليمن وحضرموت، فبعث الحجاج بن يوسف أخاه محمد بن يوسف (3) على صنعاء، وبعث على الجند واقد بن سلمة الثقفي (4)، وبعث على حضرموت الحكم بن أيوب الثقفي (5) فلم يلبث واقد على الجند إلا يسيرا حتى نزعه الحجاج وجمع المخلافين لأخيه فلم يزل الحجاج عليها خلافة عبد الملك وتوفي بها أخوه محمد بن يوسف.
وذكر أمية بن شبيل (6) عن أبيه قال: لم يزل ابن حسيك (7) قاضيا حتى قدم محمد بن يوسف فاستقضى عبد الرحمن بن حيدة (8) وولاه الصلاة مع القضاء وولى ابنه الفياض بن حيدة الشرط (9)، وجعل على قصصهم (10)
صفحه ۳۳
جميعا. وهب بن منبه. وعبد الرحمن بن يزيد الأبناوي (1) القاضي. فكان أحدهم يقص بالباكر والآخر بالعشي، ثم أعفى وهبا من القصص. وأقر عبد الرحمن بن يزيد.
ثم استخلف الوليد بن عبد الملك. فبعث على اليمن أيوب بن يحيى الثقفي (2) فمكث عليها خمس سنين.
ثم هلك الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك. فبعث على اليمن عروة بن محمد السعدي (3). فمكث عليها ست سنين [5- أ].
وولاية عمر بن عبد العزيز استقضى عمر بن عبد العزيز. وهب بن منبه الأبناوي. واستخلف سليمان (4) بن عبد الملك فبعث مسعود بن غوث (5) الكلبي على اليمن فمكث أربع سنين واستقضى العباس بن عبد الرحمن بن حيدة (6).
ثم استخلف هشام بن عبد الملك فبعث يوسف بن عمر الثقفي على
صفحه ۳۴
صنعاء والجند وحضرموت فمكث عليها ثلاث عشرة سنة. واستقضى الغطريف بن الضحاك بن فيروز (1).
ثم كتب هشام بن عبد الملك إلى يوسف بن عمر يأمره بالخروج إلى العراق. وأخذ خالد بن عبد الله القشيري (2) وحبسه واستخلف على اليمن ابنه الصلت بن يوسف (3). فمكث الصلت بن يوسف أميرا على صنعاء والجند. وكان مقدم يوسف في سنة ست ومائة. وخروجه في سنة عشرين ومائة وولي الصلت خمس سنين فكانت ولايته تسعة عشر سنة.
ثم استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك. فبعث مروان بن محمد بن يوسف (4) أخي الحجاج على المخلافين (5) وحضرموت فمكث تسعة أشهر.
وذكر أمية بن شبيل (6): انه أراد أن يستقضي خلاد بن عبد الرحمن بن حيدة (7) فكره خلاد وامتنع عليه.
وورد من الوليد وهو خليفة (8) في ابنة خالد بن أسيد (9) وكانت أختها تحت الوليد وهو ولي عهد فطلقها وطلب أختها فقال خالد: ما صار إلا فحلا لبناتي، فغضب الوليد وقال: ان نكحها فهي طالق ثلاثا (10)، فلما استخلف
صفحه ۳۵
خطبها فأجابه خالد بن أسيد فكتب الوليد إلى الآفاق يسأل عن يمينه التي [5- ب] حلفها فجمع مروان فقهاء اليمن فيهم خلاد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن سعد (1) وعبد الله بن طاؤوس (2) وسماك بن الفضل الشهابي (3) فسألهم فأجمعوا: انه لا طلاق قبل نكاح، وقال سماك بن الفضل الشهابي:
إنما النكاح عقدة تعقد فكيف تحل قبل أن تعقد أن تطلق. وهذا طلق قبل أن يعقد فليس بشيء. فأعجب مروان بن محمد (4) بقوله فبعثه على القضاء، وكتب إلى الوليد: ان القاضي قبلي قال: كذا وكذا
(قصة سيل دار خوط وسيل السد)
(5) وكان سيل دار خوط يوم الجمعة النصف من شعبان (6) سنة أربع وعشرين ومائة. وذلك (7) أن دار خوط كانت بركة تسمى بركة الغماد، ثم بنى الناس عليها بعد ذلك الدور فكسرت البركة. وكان السيل يصب في البركة من
صفحه ۳۶