٧٩ - ايوب ليَكُون وزيرا لَهُ فَاخْتَارُوا الافضل الَّذِي كَانَ صَاحب دمشق وكاتبوه فَحَضَرَ مسرعا ثمَّ قصد دمشق للانتقام من عَمه الْملك الْعَادِل واتحد مَعَ اخيه الظَّاهِر صَاحب حلب على محاربة الْعَادِل فحاصرا دمشق مُدَّة ثمَّ وَقع الْخلف بَينهمَا وَعَاد كل مِنْهُمَا إِلَى بِلَاده فتبع الْعَادِل الافضل وجيوشه إِلَى مصر وهزمه واكرهه على الْخُرُوج مِنْهَا وَصَارَ هُوَ وزيرا للْملك الْمَنْصُور بن الْعَزِيز ثمَّ غدر بالمنصور واخرجه من مصر سنة ٥٩٩ واستقل هُوَ بِمصْر ودمشق وَمَا حولهَا وَصَارَ لَهُ اغلب بِلَاد اخيه النَّاصِر صَلَاح الدّين وَبَقِي ملكه فِي ازدياد وشأنه فِي ارتقاء إِلَى ان توفّي فِي ٧ جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٦١٥ وعمره خمس وَسَبْعُونَ سنة قَضَاهَا فِي محاربة الافرنج وَصد غاراتهم عَن بِلَاد الاسلام وَخَلفه فِي مصر ابْنه الْملك الْكَامِل وَفِي دمشق الْملك الْمُعظم عِيسَى وَخلف من الْبَنِينَ سِتَّة عشر ولدا غير الْبَنَات
وَفِي ١٠ رَمَضَان سنة ٦١٥ ٣٠ نوفمبر سنة ١٢١٨ ضايق الافرنج الصليبيون ثغر دمياط وفتحوه عنْوَة وَجعلُوا الْجَامِع كَنِيسَة فابتنى الْملك الْكَامِل قلعة حَصِينَة بِالْقربِ مِنْهَا سَمَّاهَا المنصورة وَهِي مَدِينَة المنصورة مَرْكَز مديرية الدقهلية الْآن ليراقب حركات الافرنج وَيمْنَع تقدمهم دَاخل الديار المصرية فَلم يَجْسُر الصليبيون على مهاجمتها وَلَبِثُوا ينتظرون المدد من بِلَادهمْ إِلَى ان ارْتَفَعت مياه النّيل فِي صيف سنة ٦١٨ فَقطع الْمُسلمُونَ جسوره وطغى المَاء على معسكر الافرنج وَحَال بَينهم وَبَين دمياط قَاعِدَة اعمالهم وصاروا فِي ضيق شَدِيد فاخذوا يخابرون الْملك الْكَامِل على ان يردوا اليه ثغر دمياط بِشَرْط ان لَا يفتك بهم فَقبل الْكَامِل بذلك وسلمت اليه مَدِينَة دمياط فِي ١٩ رَجَب سنة ٦١٨ ٨ سبتمبر سنة ١٢٠٢ واقيمت شَعَائِر
1 / 77