واقام فى حبس بالجبل الاحمر . وظهر منه ما اشتهر من القيام للخزانة عن اقوام من القطيعة المقررة على النصارى فى الدولة الظاهرية والجواني وجهات شى وكان مقدر ما حمل من جهته عن الناس الى الخزانة ستمائة الف دينار . وكان يؤثر من يقصده من العالم من العشرة الدراهم الى الآلف درهم . ولا يمسك بيده درهم ولا دينار ولا يأكل من هذا المال الذى يقرق منه ولا يلبس .
واختلف العالم فى امره . فقوم يقولوه انه وجد كنز بالجبل الاحمر وقوم ان ه من عمل الكيميا . وتتبعوه وبحثو* فلم يعلموه شىءء من امره .
ومما حكى لي شمس الدين بن اخوء الصاحب جمال الدين بن مطروح قال قصدت الحجاز في سنة ثلاث وستين وستمائة . فاخذت والركب من العرب وحضرت الى مصر فقير* لا املك شىء . وكان لي بكاتب الغتمى معرفة والفدومه صورة في الدولة . فزرته لأعرفه ما آل حالى اليه . واذا بالحبيس بولص قد حضر راكب حمار ، والخلق قد شحتوه . فدخل الى ذلك البيت ونظر الي وان فكر.
فسأل عني ، فعرفه صاحب المنزل بنسبى وخبرى مع العرب . وكان الى جانبى دواة وقطعة ورقة. فطلب الدواة منى بادب واخذ [461.2875] قطعة من تلك الورقة قدر نصف الكف ، وكتب فيها شىءء لم اعرفه ، وطواها وناولتى اياها اوقال : "يا سيدنا اذا خرجت الى برا اقراها . " وقام خرج بعد ان اكل مما احضر له من مواكيل10 الرهبان . ففتحت الورقة وجدت مكتوب فيها: اسم الله تعالى ، الحقير بولص، الف درهم فسألت من يعرف احواله . فقال : " اعطيها لمن اخترت من الصيارف وخذ ما فيها.
قال : فحضرت الى الصرف وقعدت قبالة شخص لم يكن عنده احد
صفحه نامشخص