316

والجواب: أخرج البخاري في صحيحه ( ج 8 ص 196 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما: ] ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [(1)[159]) قال: أنزلت ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)متوار بمكة فكان إذا رفع صوته سمع المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به. وقال الله تعالى: ] ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [لا تجهر بصلاتك حتى يسمع المشركون، ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم ] وابتغ بين ذلك سبيلا [ اسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن. انتهى.

فهذا يفيد أن الجهر المنهي عنه هو رفع الصوت بحيث يسمع المشركين الذين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)متوار عنهم، كما يفيده أول الرواية، كما أن المخافتة هي الإسرار الذي يسمع معه أصحابه الحاضرون لديه التلاوة، وأن السبيل هو التوسط بين ذلك بحيث يسمع أصحابه الحاضرين دون المشركين الذين هو عنهم متوار، الذين لا يسمعون إلا الصوت العالي الذي يسمعه من هو خارج المسجد، وهذا واضح عند الإنصاف. وعلى هذا فلا يصح دعوى النسخ بالنهي المذكور.

قال مقبل ( ص 80 ) ما لفظه: ( 11 ): نسيان أنس بن مالك، وقد جاء في أثرين أحدهما عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، والثاني عن قتادة كما تقدم في ( ص 30 و31 ).

والجواب: أنه لا يضر نسيان الراوي إذا لم يكذب الراوي عنه، كما هو معروف في كتب المصطلح... الخ.

صفحه ۳۲۲