292

تفسیر کبیر

التفسير الكبير

ژانرها

روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها، ثم ردوها عليه بوقار ولين وببذل يسير أو رد جميل، فإنه قد يأتيكم من ليس بإنس ولا جان ينظر كيف صنعكم فيما خولكم الله من النعم ".

قوله عز وجل: { والله غني حليم }؛ أي { غني } عن صدقات العباد، { حليم } إذا لم يعجل بالعقوبة على الذي " من " بصدقته. روى بشر بن الحارث؛ قال: رأيت عليا رضي الله عنه في المنام، فقلت له: يا أمير المؤمنين، تقول شيئا لعل الله ينفع به؟ فقال لي: ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة في ثواب الله عز وجل، وأحسن منه صبر الفقراء عن الأغنياء ثقة بالله عز وجل.

[2.264-265]

قوله عز وجل: { يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئآء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر }؛ أي تبطلوا صدقاتكم بذلك كإبطال من ينفق ماله مراءاة وسمعة ليروا نفقته ويقال: إنه سخي كريم صالح، يعني بذلك المنافق الذي ينفق ماله لا رغبة في الثواب ولا رهبة من العقاب، بل خوفا من الناس ورياء لهم أنه مؤمن. { فمثله }؛ أي مثل نفقة هذا المنافق المرائي؛ { كمثل صفوان }؛ أي كحجر أملس؛ { عليه تراب فأصابه وابل }؛ أي مطر كثير شديد الوقع فذهب بالتراب الذي كان " على " الحجر، وبقي الحجر يابسا لا شيء عليه.

قوله تعالى: { فتركه صلدا }؛ أي حجرا صلبا أملسا لا يبقى عليه شيء، وهو من الأرض ما لا ينبت، ومن الرؤوس ما لا شعر عليه. قال رؤبة:

...........................

براق أصلاد الجبين الأجله

وهذا مثل ضربه الله لنفقة المنافق والمرائي والمؤمن الذي يمن بصدقته ويؤذي؛ يعني أن الناس يرون أن لهؤلاء أعمالا كما ترى التراب على هذا الصفوان، وإذا كان يوم القيامة اضمحل وبطل؛ لأنه لم يكن لله كما أذهب الوابل ما كان على الصفوان من التراب، { فتركه صلدا } لا شيء عليه.

قوله تعالى: { لا يقدرون على شيء مما كسبوا }؛ أي لا يقدر المان بنفقته والمؤذي والمنافق على ثواب شيء مما أنفقوا، كما لا يقدر أحد من الخلق على التراب الذي كان على الحجر الأملس بعدما أذهبه المطر الشديد.

صفحه نامشخص