291

تفسیر کبیر

التفسير الكبير

ژانرها

، فأنزل الله هذه الآية. وأما عبدالرحمن بن عوف فقد ذكرنا صدقته.

قوله تعالى: { ولا أذى } أي لا يؤذي السائل؛ لا يعيره ولا يزجره؛ نحو أن يقول: أنت أبدا في فقر وما أبلانا بك، وأراحنا الله منك، وأعطيناك فما شكرت، وما أشبه ذلك. قال صلى الله عليه وسلم:

" المان بما يعطي لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم "

فحظر الله المن بالصنيعة على عباده واختص به صفة لنفسه؛ لأنه من العبد تعيير وتكدير؛ ومن الله تعالى إفضال وتذكير. قال بعضهم:

أفسدت بالمن ما قدمت من حسن

ليس الكريم إذا أعطى بمنان

قوله تعالى: { لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }؛ أي { لا خوف عليهم } فيما يستقبلهم من أهوال يوم القيامة، { ولا هم يحزنون } على ما خلفوا في الدنيا.

[2.263]

قوله تعالى: { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعهآ أذى }؛ أي كلام حسن ورد جميل على السائل ولطف به ودعاء له بالسعة؛ وتجاوز عن مظلمة؛ وعدة حسنة { خير } عند الله { من صدقة يتبعهآ أذى } لأن الصدقة إذا أتبعها الآذى ذهب المال والثواب جميعا. وقال الضحاك: (معنى الآية: قول في إصلاح ذات البين).

قوله: { ومغفرة }؛ قال ابن جرير: (ومعنى { ومغفرة } أي ستر منه عليه لما علم من خلته وفاقته). وقيل: يتجاوز عن السائل إذا استطال عليه عند رده؛ علم الله أن الفقير إذا رد بغير شيء شق عليه ذلك، فربما دعاه ذلك إلى بذاءة اللسان وإظهار الشكوى، وعلم ما يلحق المانع منه فحثه على العفو والصفح.

صفحه نامشخص