تفسیر صدر المتألهین
تفسير صدر المتألهين
ژانرها
فإن قلت: العالم الكبير أيضا يشتمل على الموجودات الذهنية، إذ العقول والنفوس الفلكية ناطقة مدركة للأشياء كما هو المشهور بين الفلاسفة. فأجاب عنه بقوله: قلت: أما العقول فلا احساس لها مطلقا. وأما النفوس الفلكية فلا احساس لها بالحواس الظاهرة. انتهى.
أقول: ولا يخفى ما فيه من الركاكة، فإنه على تقدير صحته، لا يثبت إلا كونه كبيرا بالنسبة إلى العقول والنفوس، لا بالنسبة إلى مجموع العالم المشتمل على العقول والنفوس الكلية المدركة للكليات، وعلى النفوس الجزئية الحيوانية المدركة للجزئيات، فالحق ما ذكرنا، من أن الإنسان الكامل عند خروج روحه عن مشيمة هذه العالم، ونشر صحيفة ذاته، يكون كما أشار إليه أبو يزيد البسطامي بقوله: لو أن العرش وما حواه ألف مرة وقع في زاوية قلب العارف لما ملأه، وقد أشار بعض أكابر العارفين في نظمه إلى هذا المعنى حيث قال:
يا خالق الأشياء في نفسه
انت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه
فيك فأنت الضيق الواسع
من وسع الحق فما ضاق عن
خلق فكيف الأمر يا سامع
فقوله: من وسع الحق، إشارة الى الحديث القدسي المشهور، أعني
" قوله سبحانه: ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ".
صفحه نامشخص