قال المؤلف رضي الله عنه: فإذا حصلت هذه المراتب لقارئ القرآن كان ماهر، وهو الكمال. والماهر الحاذق بالشيء، والعالم به، وأصله الحذق بالسباحة، ولا ينتفع بشيء مما ذكرناه حتى تخلص النية لله عز وجل عند طلبه أو بعد طلبه، فقد يبتدئ الطالب للعلم يريد به المباهاة والشرف في الدنيا فلا يزال به فهم العلم حتى يتبين له أنه على خطأ في اعتقاده، فيتوب من ذلك ويخلص النية لله عز وجل فينتفع بذلك ويحسن حاله. قال الحسن: كنا نطلب العلم للدنيا فيجرنا إلى الآخرة. وقال سفيان الثوري: قال حبيب بن أبي ثابت طلبنا هذا الأمر وليست لنا فيه نية، ثم جاءت النية بعد.
الباب الثاني عشر في أن القرآن حجة لك أو عليك
مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)).
صفحه ۷۰