قال المؤلف رضي الله تعالى عنه: القرآن حجة لمن عمل به واتبع ما فيه وحجة على من لم يعمل به ولم يتبع ما فيه، فمن أوتي علم القرآن فلم ينتفع به وزجرته نواهيه فلم يرتدع وارتكب من المآثم قبيحا ومن الجرائم فضوحا كان القرآن حجة عليه، وخصما لديه. وفي الخبر عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تعلم القرآن وعلمه ولم يأخذ بما فيه وحرفه كان له شفيعا ودليلا إلى جهنم، ومن تعلم القرآن وأخذ بما فيه كان له شفيعا ودليلا إلى الجنة)) وخرج ابن شاهين من حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي القرآن إلى الذي حمله فأطاعه في صورة حسنة فيأخذ بيده حتى يأتي ربه عز وجل فيصير خصيما من دونه، فيقول: أي رب حفظته إياي فخير حامل حفظ حدودي، وعمل بفرائضي وعمل بطاعتي، واجتنب معصيتي، فلا يزال يقذف دونه بالحجج حتى يقال له: فشأنك به، قال: فيأخذ بيده لا يدعه حتى يسقيه بكأس الخلد، ويتوجه تاج الملك، قال: ويأتي صاحبه الذي حمله فأضاعه فيأخذ بيده حتى يأتي ربه عز وجل فيصير له خصيما، فيقول: يا رب حملته إياي فشر حامل ضيع حدودي، وترك فرائضي، واجتنب طاعتي، وعمل بمعصيتي، فلا يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال له: فشأنك به، فيأخذ بيده فلا يدعه حتى يكبه على منخره في نار جهنم)).
الباب الثالث عشر في الآداب التي ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ
نفسه بها
صفحه ۷۱