وفيها خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف، بعد عمه فلم يجد عندهم خيرا، ثم رجع في جوار مطعم بن عدي؛ سنة احد وخمسين، وفيها جاءه جن نصيبين بعد ثلاثة اشهر، فاسلموا، وأسري به إلى بيت المقدس، وقيل بعد سنة ونصف من رجوعه من الطائف، وقيل الاسرا قبل خروجه إلى المدينة بسنة، قيل وشهرين، ثم بايعته الانصار بيعة العقبة.
ثم اذن الله له بالخروج في سنة اربع وخمسين؛ حين اراد نصره واظهار دينه، بعد أن أقام بمكة ثلاثة عشر عاما، وقيل عشرا، وقيل خمسة عشر، فهاجر؛ وكان رفيقه أبوبكر الصديق، وكان يخدمهما عامر بن فهيرة.
فقدم المدينة ضحوة نهار يوم الاثنين، لاثنتى عشرة خلت من ربيع الاول، وكان خروجه من مكة يوم الاثنين بعد العقبة بشهرين وليال، والعقبة ايام التشريق، وقيل خروجه من الغار اول ربيع الاول يوم الاثنين، وقيل قدم المدينة يوم الجمعة، وقيل يوم الاثنين لثمان خلت منه، فنزل في بني عمرو بن عوف، فاقام عندهم اربعة ايام، قيل عند سعيد بن خثعمة أو عند كلثوم بن الهرم واسس مسجدهم. وخرج منتقلا إلى المدينة فادركته الجمعة في بني سالم فصلاها في بطن الوادي، ثم استوى على ناقته، فثارت لا يردها راد حتى أتت موضع مسجده عليه السلام، فبركت ثم ثارت فمضت غير بعيد ثم عادت إلى مبركها واطمأنت، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يراعي حكم الله تعالى فنزل عنها. وأوى إلى منزل أبي ايوب الانصاري البخاري فلم يزل عنده شهرا، حتى بنا مسجده في تلك السنة
صفحه ۷