ثلاث عشرة من الفيل، فرآه بحير الراهب فقال: ((احتفظوا به فانه نبي)). وشهد يوم الفجار عام احد وعشرين من الفيل، وخرج إلى الشام عام خمس وعشرين في تجارة لخديجة بنت خويلد، فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال: ((هذا نبي)).
وتزوجها بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوما، في عقب صفر سنة ست وعشرين، وقيل تزوجها وهو ابن احد وعشرين عاما، وقيل ثلاثين، وهي ابنة اربعين، وشهد بنيان الكعبة بعد ذلك بعشر سنين، وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر، فوضعه بيده - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل عام خمسة وعشرين، وقيل بين بنيان الكعبة ومبعثه خمس سنين.
ونزل عليه الوحي وهو ابن اربعين سنة، يوم الاثنين، فأسر أمره ثلاث سنين، أو نحوها. ثم أمره الله بإظهار دينه والدعاء اليه، وقيل وكل به اسرافيل ثلاث سنين، ثم وكل به جبريل، فلما دعا إلى الله نابذه قومه وكذبوه، واجاره عمه أبو طالب اذ أرادوا قتله، وحصره قريش ومعه بنو هاشم وبنو المطلب في الشعب، في سنة ست من مبعثه، وتوفي عمه سنة ثمان في النصف من شوال، وقيل عام عشر وهو اقرب، وخرجوا من الشعب سنة خمسين؛ بعد أن مكثوا في الحصار ثلاث سنين، ومات بعد ذلك أبو طالب بستة اشهر، وتوفيت بعده خديجة بثلاثة ايام، وقيل بسبعة، وقيل بشهر، وبقيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اربعة وعشرين عاما وستة أشهر واربعة ايام، وتزوج بعدها سودة وعائشة قيل في تلك السنة.
صفحه ۶