هذا بحر زاخر وكنز فاخر وسحر ساحر كم ترك الاول للآخر فالحمد لمن وفقنا لهذا الامر الجسيم والخطب العظيم هو ذو الفضل العميم وليس غرضا من هذا التصنيف الذي سهرت فيه ظلم ظلم الدياجر واحتملت فيه المشقة في الهواجر ان يشتهر اسمي في العالمين ويدرج ذكرى في المصنفين بل انه ينتفع به العالم الكمل ويتيقظ به الجاهل الخامل وكثيرا ما انشد قول التاج السبكي سهري لتنقيح العلوم * من وصل غانية وطيب عناق نقرى لالقى الرمل عن اوراقي سيدي الوالد وقول محمد الدمشقي المحاسني استاذا الحصكفي لكل بني الدنيا مراد ومقصد سيدي الوالد وان مرادي صحة وفراغ سيدي الوالد فما الفوز الا في النعيم موبد سيدي الوالد به العيش رغد والشراب يساغ سيدي الوالد هذا مع اني في زمان قد اندرست فيه معالم العلم والتعليم وتوقدت فيه نيران الجهل والطغيان العميم وذهب فيه نماءا اشجار الشريعه وانهدمت فيه منارات الطريقة واتخذ الناس علم الشريعه لا سيما الفقه والحديث ظهريا وظنوه شيئا فريا وكثرت الاختلافات والمجادلات وغلبت المشاجرات والمكابرات وشرب الناس شراب التعصب وسكروا بسكر التصلب ترى الناس سكارى وما هم بسكارى فمن قائل المذهب الذي تمذهبت به حق في جميع الاصول والفروع وكل ما عداه نمطروح ومجروح ومن قائل تقليد مذهب من المذاهب المشهورة غير مشروع مثل احداهما بالتقليد الجامد وثانيهما بالوهم الفاسد وقد طال النزاع بينهم الى ان وصل الى التفكير والتفسيق فيما بينهم ومع ذلك هم يحسبون انهم يحسنون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فالى الله المشتكى واليه المتضرع الملتجامن مثل هذا الزمان زمان شرو طغيان مات فيه العلم بموت العلماء واتخذ الناس *
فانا لله وانا اليه راجعون وهذا وان الشروع في المقصود متمسكا بحبل الرب الودود قال الشارح البارع صدر الشريعة الغراء بلا اتراء .
صفحه ۹۲