(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلوة على رسوله محمد... الخ) اقول للباحث المتعلقة بهذه الجمل جملة البسملة والحمدله والتصلية مشهورة وفي كتبنا وفي علوم المناظرة مشروحة الا نذكر ههنا بعض ما خلت عنه اكثر الزبر المتداولة ولم توجد في الصحف المتطاولة بناء على ان ما لا يدرك كله لا يترك كله المبحث الاول في البسملة وفيه فوائد الاولى هذه الجملة وردت لي فضائلها والترغيب بالابتداء بها اخبار بسطت نبذا منها في رسالتي احكما القنطرة في احكما البسملة ومنها ما روى الديلمي في سمند الفردوس عن وكيع عن ابن مسعود قال من اراد ان ينجيه الله من الزبانية التسعه عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ومنا ما رواه عبد الرازق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابي احتم غعن الزهري في تفسير قوله تعالى والزمهمكلمة التقوى قال هن بسم الله الرحمن الرحيم ومنها ما رواه الحافظ عبد القادر الرهاوي في اربعينه وسنده حسن كما ذكره العزيزي في شرح الجامع الصغير عن ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل مار ذي باب لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو اقطع كذا نسب روايته الى الرهاوي السيوطي في الجامع الصغير ونسبة السيوطي في تدريب الراوي شرح تقريب النواوي الى ابن حبان وفي رواية نسبها على القاري في المرقاة شرح المشكوة الى جامع الخطيب البغدادي كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر ومنها ما رواه ابو داود والبراز والطبراني والحاكم وصححه البيهقي في المعرفة عن ابن عباس كان رسل الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف فصل الصورة حتى تنزل عليه بسم الله ومنها ما روى الحاكم وصحح والبيهقي عن ابن عباس كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله فاذا نزلت علموا ان السورة قد انقضت القانية لافتتاح الكتاب بها بواعث احدها اتباعى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وامره بالابتداء بها ونهية عن ترك الابتداء بها المشار اليه في حديث الرهاوي والخطيب فان تصنيف كتاب في العلوم الشرعية لا شك اةنه امر ذو بال أي ذو شأن ومرتبة من الكمال فترك ابتداءه بها بخوف ان يكون ابتر ناقصا واقطع ضائعا وق\ثانيها قصد اتباع الفعل ابلنبوي صلى الله عليه وآله وسلم فانه لم يكتب كتابا الا وهو مصدر بالتسمية * تكبها الى الملوك والعمال في كتب الصحاح والسنن والمسانيد مروية في كتب السير مسطورة وثالثها موافقة الكلام الالهي فلم تنزل سورة سوى اقرأ باسم ربك الاوفى اولها بسملة ومن ثم ذهب جمع من العلماء الى انها آية من الفاتحه ومن كل سورة سوى سورة براءة وتحقيق هذا البحث في احكام القنطرة ورابعها موافقه جميع الكتب السماوية فقد صرح بعض المشايخ انها مفتاح كل كتاب من الكتب السماوية اخذا من ما اخرجه الخطيب في جامعه عن ابي جعفر معضلا مرفوعا بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب وخامسها قصد الاقتداء بالانبياء السابقين فقد حكى الله عن سليمان عن نبينا وعليه الصلوة والسلام في قصة كتابه الى ملكة سبا انه من سليمن وانه بسم الله الرحمن الرحيم ان لا تعلوا علي وانتونى مسلمين وسادسها امتثال الجماع العلماء سلفا وخلفا على استحباب تصدير الكتب الدينيه والخطب الشرعية بالبسملة وانما اختلفوا في غيرها لما قال القارىء في المرقاة اختلف السلف في كتابه البسمله او في كتب الاشعار فمنعه الشعبي والزهري وااجزه سعيد بن المسيب اوتخاره الخطيب البغدادي والصحيح التفصيل فان الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح فيصان ايراد البسمله في الهجويات والهذيان ومدائح الظلمة ونحوهما تصان في حال اكل الحرام وشرب الخمر ومواضع القاذورات وحالة المجامعة وامثالها والا ظهر انه لا يكتب في اول كتب المنطق لعى القول بتحريمه وكذا في القصص الكاذبة بجميع انواعها والكل مستفاد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ذي بال انتهى وسابعها موافقة الاجماع الفعلي من العلماء فلم يزل الفضلاء قديما وحديثا كون بهذه الجملة حتى ان من لم يبدأ كتابه بالحمد لله والتصلية لم يترك البسملة الفائدة الثالثة هل التسمية جزء من الكتب المفتتح بها وهو خارج عنها فمنهم من جعلها جزءا ومنهم من جعلها خاراج ومنشا الاختلاف ان الباء الوارد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يبد ا فيه ببسم الله ان جعل صلة البداية فالجزئية اظهروا وان كان معناه متبركا ومستعينا ببسم الله كان عدم الجزئية اظهر ولعل الحق موعد الجزئية واليه مال راى الشارح صدر الشريعة في التوضيح شرح التنقيح وكذا لم يقل احد ممن يعتد به ان قولهم الحمد لله ونحوه بعد التسمية من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر وبهذا بند السوال المشهور بتعارض حديثي الابتداء بالبسملة والابتداء بالحمدله وله اجوبة اخر مذكورة في رسالتي اله داية المختارية والتعليق العجيب وغيرها المبحث الثاني في الحمدلة وفيه لطائف اللطيفة الاولى روى الخطابي في غريبة والديمي في مسند الفردوس بسند منقطع رجاله ثقات عن ابي عمران رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم قال الحمد لله رأس الشكر ما شكر الله عبد لم يحمده وروى الطبراني في الاوسك بسند ضعيف عن النواس ابن سمعان قال سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لئن ردها الله على لاشكرن ربي فردت فقال الحمد لله فانتظروا اهل يحدث صوما او صلوة فظنوا انه نسي فقالوا فقال لم اقل الحمد لله وروى ابن حيان وابو داوود النسائي من حديث ابي هريرة مرفوعا كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اقطع الثانية اختارؤ الجملة الواقعة في القرآن مع ان كل جديد لذيذ تبركا به واشارة الى ان هذا فضل المحامد الثالثة في تعقيب البسملة بلا فصل اقتداء بالقرآن العظيم بالاجماع الفعلي من المؤلفين الجامعين بينهما فكل من اتى بهما اورد الحمد ؤبعد التسمية ولم يعكسه احد منهم الرابعة الاختلاف الو اقع في جزيئة البسمله وان كان يسري ههنا ايضا بناءا على اختلاف معنى البداية بالحمد لكن بالاظهر بل الاصح ههنا هو الجزئية ولذلك تراهم ينحتون في الحمد وكذا الصلوة عبارات متشتته ويوردون جملا متفرقة ولا يغيرون في جملة التسمية الخامسة في تصدير الكتاب بهذه الجملة اقتباس من القرآن تبركا وهو جائز بل مندوب اذا تضمن غرضا صحيحا ولا عبرة لقول من كرهه كيف وقد ورد كثير من الاخبار النبوية وآثار الصاحبة وتحقيقة في الاتقان في علوم القرآن المبحث الثالث في جملة الصلوة وفيه * الاولى ورد في رواية الحافظ عبد القادر الرهاوي في اربعين والديلمي كما ذكره السيوطي في كمع الجوامع عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل ذيامر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلوة علي فهو اقطع ابتر مممحوق من كل بركة وقال الرهاوي غريب تفرد بذكر الصلوة فيه اسماعيل بن ابي زياد وهو ضعيف جدا لا يعتد بروايته ولا بريادته كذا في شرح الجامع الصغير للعزيزي وفي شرح الفيه العراقي للسمخاوي اتى بها مع الحمد عملا بقوله في بعض طرق الحديث بحمد الله والصلوة على فهو ابتر ممحوق من كل بركة وان كان سنده ضعيفا لانه في الفضائل انتهى الثانية قال الشافعي احب ان يقدم المرء بين يدي خطبته وكل امر طليه حمد الله والثناء عليه والصلوة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونقل الفاكهاني في شرح الرسالة عن العلماء ان حكم الابتداء بالحمد والثناء صلى الله والصلوة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاستحباب لكل مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب ومتزوج ومزوج وبين يدي سائر الامور المهملة كذا في شرح دلائل الخيرات المسعي بمطالب المسرات لمحمد الفاسي المالكي اختلفوا في افراد الصلوة عن السلام هل هو مكروه ام لا والحق ام الكراهة ان كانت فانما تكون فيمن صلى ولم يسلم في وقت اصلا الوصلي في وقت وسلم في وقت آخر فانه لا ركراهة فيه غاية الامر انه ترك الاولى على مات فصله السخاوي في شرح الالفية الرابعة المراد بالال المذكور في كلام الشارح اعم من الاصاحب ليشملهم وان اريد به مطلق الاتباع عمهم وشمل غيرهم والمراد بالطيبين والطاهرين اما شيء واحد والتكرار للتاكيد واما ان يكون المراد باحدهما الطهارة من الذنوب والخبائث الظاهرة ب\وبأخرهما الطهارة من الباطنه
صفحه ۹۶