جملها واشأم بهم في ليلة طخياء مدلهمة فرمى بها النجاد حتى اطلعها نجران وقال لها: إني لست أغني عنك شيئا وراء هذا الموضع وهؤلاء قومك وقد برئت خفارتي. فمدحه امرؤ القيس بعدة قصائد منها قوله (من المنسرح) :
إن بني عوف أثبتوا حسبا ... ضيعه الدخللون إذ غدروا
أدوا إلى جارهم خفارته ... ولم يضع بالمغيب إذ نصروا
لم يفعلوا فعل آل حنظلة ... أنهم جير بئس ما ائتمروا
لا حميري وفي ولا عدس ... ولا أست عير يحكها الثفر
لكن عوير وفي بذمته ... لا عور عابه ولا قصر
وقال يمدحه ويمدح بني عوف رهطه (من الطويل) :
ألا إن قوما كنتم أمس دونهم ... هم منعوا جاراتكم آل غدران
عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأسعد في ليل البلابل صفوان
ثياب بني عوف طهاري نقية ... واوجههم عند المشاهد غران
هم بلغوا الحي المضلل أهله ... وساروا بهم بين العراق ونجران
فقد أصبحوا والله اصفاهم به ... ابر بإيمان وأوفى بجيران
ثم أخذ امرؤ القيس يعد العدد ويجهز الأسلحة لمحاربة بني أسد. فبلغ بني أسد ما يعده لهم امرؤ القيس فأوفدوا عليه رجالا من قبائلهم كهولا وشبانا فيهم المهاجر بن خداش ابن عم
صفحه ۱۵