شعراء النصرانية قبل الإسلام

الأب لويس شيخو

القسم الأول شعراء اليمن

| القسم الأول شعراء اليمن

(كندة)

| (كندة)

|| (كندة)

أعمام امرئ القيس (548م)

| أعمام امرئ القيس (548م)

|| أعمام امرئ القيس (548م)

||| أعمام امرئ القيس (548م)

هم حجر وشرحبيل ومعدي كرب وسلمة وعبد الله ورد لهم شعر قليل أحببنا إثباته في خلال قصتهم. وسيجيء في ترجمة امرئ القيس أن جده الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار لما تفاسدت القبائل نم نزار وأتاه أشرافهم وشكوا إليه ما نزل بهم ففرق أولاده في قبائل العرب فملك حجرا أبا امرئ القيس على بني أسد وغطفان. وملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل بأسرها وعلى بني حنظلة. وملك ابنه معدي كرب المسمى بغلفاء على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة بن تميم. وملك ابنه سلمة على قيس جمعاء. وملك عبد الله على بني قيس وبقوا على ذلك إلى أن مات أبوهم. فقتل بنو أسد حجرا ملكهم وتشتت أمرهم وتفرقت كلمتهم ومشت الرجال بينهم وكانت المغاورة بين الأحياء الذين معهم وتفاقم الأمر حتى جمع كل واحد منهم لصاحبه الجموع. فسار شرحبيل ومن معه من بني تميم والقبائل فنزلوا الكلاب وهو ماء بين الكوفة والبصرة على سبع ليال من اليمامة وأقبل سلمة بن الحرث في تغلب والنمر ومن معه وفي الصنائع وهم الذين يقال لهم بنو رقية وهي أم لهم ينتسبون إليها. وكان نصحاء شرحبيل وسلمة قد نهوهما عن الحرب والفساد والتحاسد وحذروهما عثرات الحرب وسوء مغبتها فلم يقبلا ولم يبرحا وأقاما على التتابع واللجاجة في أمرهم فقال امرؤ القيس بن حجر في ذلك (من المنسرح) :

أنى علي استتب لومكما ... ولم تلوما حجرا ولا عصما

كلا يمين الإله يجمعنا ... شيء وأخوالنا بني جشما

حتى تزور السباع ملحمة كأنها من ثمود أو ارما

وكان أول من ورد الكلاب من جمع سفيان بن مجاشع بن دارم وكان نازلا في بني تغلب مع إخوته لأمه فقلت بكر بن وائل بنين له فيهم مرة بن سفيان قتله سالم بن كعب بن عمرو.

صفحه ۱

وأول من ورد الماء من بني تغلب رجل من عبد جشم يقال هل النعمان بن قريع بن حارثة بن معاوية بن عبد جشم وعبد يغوث بن دوس أخو الفدوكس وعم الأخطل دوس على فرس له يقال له الحرون وبه كان يعرف. ثم ورد سلمة بن خالد ببني تغلب وهو السفاح المار ذكره وكان ينشد يومئذ:

إن الكلاب ماؤنا فخلوه ... وشاجرا والله لن تحلوه

فاقتتل القوم قتالا شديدا وثبت بعضهم لبعض حتى إذا كان في آخر النهار من ذلك اليوم خذلت بنو حنلظة وعمرو بن تميم والرباب بكر بن وائل وانصرفت بنو سعد وأحلافها عن بني تغلب وصبر ابنا وائل بكر وتغلب ليس معهم غيرهم حتى إذا غشيهم الليل نادى منادي سلمة: من أتى برأس شرحبيل فله مائة من الإبل. وكان شرحبيل نازلا في بني حنظلة وعمرو بن تميم ففروا عنه. وعرف مكانه أبو حنش وهو عصم بن النعمان بن مالك بن غياث بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب فصمد نحوه فلما انتهى إليه رآه جالسا وطوائف الناس يقاتلون حوله فطعنه بالرمح ثم نزل إليه فاحتز رأسه وألقاه إليه. ويقال أن بني حنظلة وبني عمرو بن تميم والرباب لما انهزموا خرج معهم شرحبيل فلحقه ذو السنينة واسمه حبيب بن عتيبة بن بعج بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر وكانت له سن زائدة فالتفت شرحبيل فضرب ذا السنينة على ركبته فأطن رجله. وكان ذو السنينة أخا أبي حنش لأمه أمهما سلمى بنت عدي بن ربيعة بنت أخي كليب ومهلهل. فقال ذو السنينة: قتلني الرجل. فقال أبو حنش: قتلني الله إن لم أقتله فحمل عليه فلما غشيه قال: أنه قد كان ملكي. فطعنه أبو حنش فأصاب ردافة السرج فأصاب ردافة السرج فورعت عنه ثم تناوله فألقاه عن فرسه ونزل إليه فاحتز رأسه فبعث به إلى سلمة مع ابن عم له يقال له أبو أجا بن كعب بن مالك بن غياث فألقاه بين يديه فقال له سلمة: لو كنت ألقيته إلقاء رفيقا. فقال: ما صنع به وهو حي أشد من هذا. وعرف أبو أجا الندامة في وجهه والجزع على أخيه فهرب وهرب أبو حنش فتنحى عنه. فقال معدي كرب المعروف بغلفاء أخو شرحبيل وكان صاحب سلامة معتزلا عن جمي هذه الحروب (من الوافر) :

صفحه ۲

ألا أبلغ أبا حنش رسولا ... فمالك لا تحبي إلى الثواب

تعلم أن خير الناس طرا ... قتيل بين أحجار الكلاب

تداعت حوله جشم بن بكر ... واسملمه جعاسيس الرباب

قتيل ما قتيلك يا ابن سلمى ... تضر به صديقك أو تحابي

فقال أبو حنش مجيبا له:

أحاذر أن أجيئكم فتحبو ... حباء أبيك يوم صنيبعات

فكانت غدرة شنعاء تهفو ... تقلدها أبوك إلى الممات

ويقال أن الشعر الأول لسلمة بن الحرث. وقال معدي كرب يرثي أخاه شرحبيل بن الحرث (من الخفيف) :

إن جنبي عن الفراش لناب ... كتجافي الأسر فوق الظراب

من حديث نمى إلي فلا تر ... قا عيني ولا أسيغ شرابي

مرة كالذعاف أكتمها النا ... س على حر ملة كالشهاب

من شرحبيل إذ تعاوره الأر ... ماح في حال لذة وشباب

يا ابن أمي ولو شهدتك إذ تد ... عو تميما وأنت غير مجاب

لتركت الحسام تجري ظباه ... من دماء الأعداء يوم الكلاب

ثم طاعنت من ورائك حتى ... تبلغ الرحب أو تبز ثيابي

يو ثارت بنو تميم وولت ... خيلهم يتقين بالأذناب

ويحكم يا بني أسيد أني ... ويحكم ربكم ورب الرباب

أين معطيكم الجزيل وحابيكم م على الفقر بالمئين اللباب

فارس يضرب الكتيبة بالسيف م على نحره كنضح المذاب

صفحه ۳

فارس يطعن الكماة جريء ... تحته قارح كلون الغراب

قال ولما قتل شرحبيل قامت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم دون عياله فمنعوهم وحالوا بين الناس وبينهم دفعوا عنهم حتى ألحقوهم بقومهم ومأمنهم ولي ذلك منهم عوف بن شجنة بن الحرث بن عطارد بن عوف بن سعد بن كعب وحشد له فيه رهطه ونهضوا معه فأثنى عليهم في ذلك امرؤ القيس بن حجر ومدحهم به في شعره فقال (من الطويل) :

ألا إن قوما كنتم أمس دونهم ... هم استنفذوا جاراتكم آل غدران

عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأسعد في يوم الهزاهز صفوان

وهي قصيدة معروفة طويلة. وكان أوارة بعد ذلك بزمان كان بني المنذر بن امرئ القيس وبين بكر بن وائل وكان سببه أن تغلب لما أخرجت سلمة بن الحرث عنها التجأ إلى بكر بن وائل كما ذكرناه آنفا فلما صار عند بكر أذعنت له وحشدت عليه وقالوا: ألا يمكنا غيرك فبعث إليهم المنذر يدعوهم إلى طاعته فأبوا ذلك فحلف المنذر اسيرن إليهم فإن فظفر بهم فليذبحهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض. وسار إليهم في جموعه فالتقوا بأوراة فاقتتلوا قتالا شديدا وأجلت الواقعة عن هزيمة بكر وأسر يزيد بن شرحبيل الكندي فأمر المنذر بقتله فقتل وقتل في المعركة بشر كثير وأسر المنذر من بكر أسرى كثيرة فأمر بهم فذبحوا على جبل أوارة. وكان ذلك نحو سنة 548م.

وكان لسلمة بن الحرث ولد اسمه قيس فأغار على ذي القرنين المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي فهزمه حتى أدخله الخورنق ومعه ابناه قابوس وعمرو ولم يكن ولد له يومئذ المنذر بن المنذر فجعل إذا غشيه قيس بن سلمة يقول: يا ليت هندا ولدت ثالثا. وهند عمة قيس وهي أم ولد المنذر. فمكث ذو القرنين حولا ثم أغار عليهم بذات الشقوق فأصاب منهم اثني عشر شابا من بني حجر بن عمرو كانوا يتصيدون وأفلت امرؤ القيس على فرس شقراء فطلبه القوم كلهم فلم يقدروا عليه. وقد المنذر الحيرة بالفتية فحبسهم بالقصر الأبيض شهرين ثم أرسل إليهم أن يؤتى بهم فخشي أن لا يؤتى بهم حتى يؤخذوا من رسله فأرسل إليهم أاضربوا أعناقهم حيث ما أتاكم الرسول. فأتاهم الرسول

صفحه ۴

وهم عند الجفر فضربوا أعناقهم به فسمي جفر الأملاك وهو موضع دير بني مرينا فلذلك قال امرؤ القيس من أبيات يريثهم (من الطويل) :

ألا يا عين بكي لي شنينا ... وبكي لي الملوك الذاهبينا

ملوكا من بني حجر بن عمرو ... يساقون العشية يقتلونا

فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا

روينا أخبار أعمام امرئ القيس عن كتاب الأغاني وتاريخ ابن الأثير ومعجم البلدان لياقوت وأمثال الميداني.

صفحه ۵