لكن لقائل أن يقول لنسلم أن النفس النباتية هذه صورتها فإنها علة لقوام مادتها القريبة وأما النفس الحيوانية فيشبه أن تكون النباتية تقوم مادتها ثم يلزمها اتباع هذه النفس الحيوانية إياها، فتكون الحيوانية متحصلة فى مادة تقومت بذاتها وهى علة لقوام هذه التى حلتها أعنى الحيوانية، فلا تكون الحيوانية إلا قائمة فى موضوع، فنقول فى جواب ذلك إن النفس النباتية بما هى نفس نباتية لا يجب عنها إلا جسم متغذ مطلقا، ولا النفس النباتية مطقة لها وجود إلا وجود معنى جنسى، وذلك فى الوهم فقط، وأما الموجود فى الأعيان فهو أنواعها، والذى يجب أن يقال إن النفس النباتية سبب له شىء أيضا عام كلى غير محصل وهو الجسم المتغذى النامى المطلق الجنسي الغير المنوع، وأما الجسم ذو آلات الحس والتمييز والحركة الإرادية فليس مصدره عن النفس النباتبة بما هى نفس نباتية بل بما ينضم إليها فصل آخر تصير به طبيعة أخرى، ولا يكون ذلك إلا أن تصير نفسا حيوانية،
صفحه ۳۰