ولقد أصابَ بني حُدَيَّةَ ناطِحٌ ... ولقد بُعثتُ على البعيث غَرَاما
قال: فبلغ ذلك البعيث، فركب إلى بني الخطفى، فقال عجلتم علي، فقالوا بلغنا عنك أمرٌ، فإن شئت
قلت كما قلنا، وإن شئت صفحت، قال بل أصفح. فأقام فيهم مجاورا لهم ثلاث سنين، ثم إنه أبق له
عبدان، فلحقا بهجر، فركب عمرو بن عطية أخو جرير وعطاء بن الخطفى فردّا عليه عبديهِ بغير
جعالة. ثم إنه فارقهم راضيًا، فقدم على ناس من بني مجاشع، فسألوه عن بني الخطفى، فأثنى عليهم
خيرًا. فقال له رجل منهم: لحسن ما جازيتهم على الذي قالوا لك، ثم أنشده قول جرير:
نُبِّئتُ أن مجاشعًا قد أنكروا ... شَعَرًا ترادَفَ حاجِبيك تؤاما
يقال لحسن ما فعلت، ولحسن ما فعلت، قال وأنشدنا أبو توبة:
لا يمنعُ الناسُ مني ما أردتُ ولا ... أعطيهُمُ ما أرادوا حَسنَ ما أدَبا
فلم يزالوا به حتى أغضبوه، فهجا البعيث بني كليب بأبيات يقول فيها:
أجريرُ أقصَر لا تَحِنْ بك شِقوَةٌ ... إن الشقيَّ ترَى له أعلامًا
فقالت بنو كليب لعطاء بن الخطفى: اركب إلى بني مجاشع
1 / 204