وأستنههم من أنفسهم، فقد قالوا كما قيل لهم. فأتاهم عطاء، فقال: أي بني مجاشع، أنتم الإخوة والعشيرة وقد قلتم كما قيل لكم فانتهوا عنا،
فأبى البعيث إلا هجاءهم، فالتحم الهجاء بين جرير والبعيث وسقط غسان.
فقال البعيث يهجو جريرا:
ألا حَيِّيا الرَّبعَ القَواءَ وسَلِّمَا ... ورَبعًا كجُثمان الحَمامَين أدهَما
القواء المكان الخالي، ويروى ونؤيا. يقال مكان قواء وقي، والجثمان جسم الحمامة يعني القمرية،
وشبه الربع وما فيه من لون الرماد والدمنة وأثر مصب اللبن وأثر بياض الأرض، بريش القمرية لما
فيه من السواد والبياض، أدهم ربع حديث العهد بالناس، قال الأصمعي ولو كان قديمًا قال أغبر،
ويقال: جثمان وجسمان.
بِصارَةَ فالقَوِّينِ لأَيًا عرفتُهُ ... كما عرفَ الحَبرُ الكتابَ المُنمنما
وروي فالفرقين. صارة والفرقان موضعان. وقوله لأيا عرفته أي بعد بُطء عرفته. والحبر العالم.
والمنمنم المزيّن المُصلح.
مِنَ الغاليَات في وسامٍ كأنما ... تُشابُ رُضابًا منْ سَحابٍ مُحَطَّمَا
الوسام الجمال والرضاب الريق. شبهه بماء السحاب، والمحطم الي يتحطم بماء كثير وروي لبيضاء
حلّت في وسام، وتُشاب رضابا يعني بردا. محطما مكسرا. الغاليات ذات المهور الغالية.
1 / 205