قال ارسطو ومن البين ان للاشياء ابتداء وان علل الاشياء الموجودة ليست بلا نهاية لا من طريق الاستقامة ولا من طريق النوع اى ان تكون انواع العلل اكثر من ان تعد الى غير نهاية˹ وذلك انه لا يمكن من طريق الهيولى ان يكون شىء من شىء الى ما لا نهاية فيكون مثلا اللحم من الارض والارض من الماء والماء من الهواء والهواء من النار ويمر ذلك الى غير نهاية فلا يقف عند شىء ولا يمكن ايضا من طريق ما منه ابتداء الحركة فيكون مثلا الانسان يتحرك من الهواء والهواء يتحرك من الشمس والشمس تتحرك من الغلبة العداوية ولا يكون لذلك نهاية وعلى هذا المثال يجرى فيما بسببه يكون الشىء فانه لا يمكن فى هذا الطريق ايضا ان يجرى الامر الى ما لا نهاية فيكون مثلا المشى لسبب الصحة والصحة لسبب السعادة والسعادة لسبب شىء آخر غيره ويجرى فى ذلك دائما بلا نهاية وكذلك يجرى الامر فيما هو الشىء اى الذات التفسير قوله فى هذا الفصل بين بنفسه وهو انه لا يمكن ان يلفى واحد من الاسباب الاربعة يمر فى جنسه الى ما لا نهاية اى لا يوجد للاشياء التى هاهنا سبب مادى ويكون للمادة مادة ويمر ذلك الى غير نهاية مثل ان يكون اللحم من الارض والارض من الماء والماء من شىء اخر ويمر ذلك الى غير نهاية ولا سبب محرك ايضا كذلك اى يكون للاشياء التى هاهنا محرك وللمحرك محرك ويمر ذلك الى غير نهاية مثل ان يكون الماء يتحرك عن الهواء والهواء عن الجرم السماوى والجرم السماوى عن الغلبة العداوية كما يقوله ابن دقليس والغلبة عن شىء اخر ويمر ذلك الى غير نهاية واما قوله لا من طريق الاستقامة ولا من طريق النوع فانه يريد بالاستقامة ان تكون العلل موجودة معا كانها على خط مستقيم ويريد بطريق النوع ان تكون العلل واحدا بعد آخر لا معا على سبيل الاشياء المنسوبة الى النوع الواحد اعنى ان يوجد منها واحد بعد اخر وجملة بعد جملة على ان المتاخر اذا وجد فسد المتقدم ويحتمل ان يريد بالاستقامة ما كان منها من نوع واحد مثل كون الانسان عن انسان وبطريق النوع ما كان منها من انواع مختلفة داخلة تحت جنس واحد مثل ان تكون النار من الهواء والهواء من الماء والماء من الارض فان هذه كلها هى علل متفقة بالجنس وهو كونها مادية ومختلفة بالصورة
[6] Textus/Commentum
صفحه ۱۸