قال ارسطاطاليس لا كن الانقياد لما نسمعه انما يكون بحسب العادة وذلك انا نقول بما تعودنا سماعه ونرى ان ما سوى ذلك غير مشاكل له بل نرا ما لم نعتده مستشنعا غير معروف وذلك ان الشىء الذى قد جرت به العادة والالفة والانقياد لما نسمعه اعرف وقد نصل الى معرفة مقدار ما جرت به العادة بان ننظر فى النواميس فانك تجد ما فيها من الالغاز والاشياء الشبيهة بالخرافات بسبب الالفة لها اجل فى النفوس من ان تتعرف حقائقها التفسير قصده فى هذا الفصل ان ينبه على الامور العائقة عن الوقوف على الحق فى المعارف الانسانية ولما كان اقواها فى ذلك هو المنشا منذ الصبا على راى من الآراء بل هو املك الاشياء بصرف الفطر الذكية عن معرفة حقائق الاشياء وبخاصة التى تضمنها هذا العلم وذلك ان اكثر الاراء التى تضمنها هذا العلم فهى اراء ناموسية وضعت للناس لطلب الفضيلة لا لتعريفهم الحق فالغز فيها عن الحق الغازا والسبب فى هذا كله ان الناس لا يتم وجودهم الا بالاجتماع والاجتماع لا يمكن الا بالفضيلة فاخذهم بالفضائل امر ضرورى لجميعهم وليس الامر كذلك فى اخذهم بمعرفة حقائق الاشياء اذ ليس كلهم يصلح لذلك وليس يوجد هذا فى الآراء الشرعية بل وفيما سبق للانسان من العلوم فى اول تعلمه كما نرى قد عرض لكثير من الفتيان الذين سبق لهم فى اول تعلمهم العلم المسمى عندنا علم الكلام فانه لما كان هذا العلم يقصد به نصرة اراء قد اعتقد فيها انها صحاح عرض لهم ان ينصروها باى نوع من انواع الاقاويل اتفق سوفسطانية كانت جاحدة للمبادى الاول او جدلية او خطبية او شعرية وصارت هذه الاقاويل عند من نشا على سماعها من الامور المعروفة بانفسها مثل انكارهم وجود الطبائع والقوى ورفع الضروريات الموجودة فى طبيعة الانسان وجعلها كلها من باب الممكن وانكار الاسباب المحسوسة الفاعلة وانكار الضرورة المعقولة بين الاسباب والمسببات وانما ساق هذا بعقب تكلمه فى الاسباب لان كثيرا من الشرائع تضع ان هاهنا اسبابا عالمة بامور لا نهاية لها وانه تصدر عنها امور لا نهاية لوجودها ولما ذكر العوائق التى هى من قبل المنشأ ذكر ايضا عائقا آخر بسبب طباع الناس فقال
[15] Textus/Commentum
صفحه ۴۴