قال المفسر: بين لنا أنه لا يسوغ الإسهال في أوائل الأمراض (394)، إلا في بعض الأمراض * الحادة وهي المهتاجة كما ذكر قبل. ومع ذلك ينبغي أن يفعل ذلك بحذر وتوق (395) كثير، وبعد إعداد البدن ما أمكن، وبعد معرفة رقة الأخلاط. B قال جالينوس: [[10b]] الخطر في استعمال الدواء المسهل على غير ما ينبغي في الأمراض الحادة عظيم، لأن الأدوية المسهلة كلها حارة يابسة، والحمى من جهة ما هي حمى ليس تحتاج (396) إلى ما يسخن ويجفف، ولكنها إنما (397) تحتاج إلى ضد ذلك أعني ما يبرد ويرطب، وإنما استعملت (398) لمكان الكيموس الفاعل لها، فينبغي أن يكون الانتفاع باستفراغ (399) الكيموس الذي عنه حدث المرض أكثر من الضرر الذي ينال الأبدان في تلك الحال (400) بسبب الأدوية المسهلة، وإنما يكون الانتفاع أكثر إذا استفرغ الكيموس الضار (401) كله بلا أذى. فقد ينبغي أن تنظر أولا (402): هل بدن (403) المريض متهيء مستعد لذلك الإسهال. فإن الذين (404) كان أول (405) مرضهم من تخم كثيرة (406) أو من أطعمة لزجة غليظة، والذين (407) بهم فيما (408) دون الشراسيف تمدد أو انتفاخ أو حرارة شديدة مفرطة، أو هناك في بعض الأحشاء مع ذلك ورم، ليس بدن أحد منهم بمتهيء (409) للإسهال، فينبغي أن لا (410) يكون شيء من هذا (411) موجودا، وأن تكون الكيموسات في بدن المريض على أفضل ما يمكن أن تكون من سهولة جريها، أعني (412) أن تكون A رقيقة (413)، ولا يكون فيها شيء من اللزوجة، وأن تكون المجاري، التي (414) يكون نفوذ ما يخرج بالإسهال فيها، واسعة مفتوحة، ليس فيها شيء من السدد. فقد نفعل (415) نحن هذه (416) الأشياء ونتقدم ونهيء البدن بهذه (417) الحال إذا أردنا أن نسهله.
(٢٥)
[aphorism]
قال أبقراط: إن استفراغ * البدن من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه نفع ذلك * وسهل احتماله وإن كان (418) الأمر على ضد (419) ذلك كان (420) عسرا (421).
[commentary]
قال المفسر: هذا (422) الفصل عندي ليس هو تكرار لما تضمنه الفصل الثاني، لأن (423) ذلك الفصل فيما يستفرغ طوعا، وهذا الفصل فيما (424) * نستفرغه نحن بأدوية، ولما جعل جالينوس [[11a]] الفصل (425) الثاني يتضمن المعنيين جميعا التجأ (426) ليعطي علة في تكرار هذا الفصل.
كملت المقالة الأولى؛ والحمد لله (427) وحده (428). [[11b]]
* بسم الله الرحمن الرحيم (429)
المقالة الثانية من فصول أبقراط
(١)
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان * النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت وإذا كان النوم ينفع فليس ذلك من (430) علامات الموت (431).
[commentary]
صفحه ۲۷