ثم نعرف مقدار الزمان الذي تسير فيه الشمس ذلك المقدار بوسط مسيرها، فننقص هذا الزمان من زمان سنة الشمس الذي مبدؤه من نقطة من نقط فلكها إلى أن تعود إليها.
وقد وجدنا زمان سنة الشمس الأوسط الذي مبدؤه من نقطة من نقط فلك البروج إلى أن تعود إليها: شسه يوما و يد و لج و يب ، والزمان الأطول: شسه و يد و لد و ند ، والزمان الأقصر: شسه و يد و لا و ل ، والزمان الأقصر إنما يكون إذا كان مبتدأ حركة / الشمس من موضع بعدها الأبعد، الذي يسمى الأوج، والزمان الأطول إذا كان مبتدأ حركتها من بعدها الأقرب، والزمان الأوسط إذا كان مبتدأ حركتها من موضع بعد الأوسط.
فالخلاف بين الزمان الأقصر والأطول قريب من جزء من ١٠٠٠ جزء من يوم، وهذا ما لا يحس ضرورة فيما يحتاج إلى علمه، إلا فيما تطاول من الزمان.
فقد بينا أن حركة فلك الكواكب الثابته لازمة لفلك الشمس، وأن زمان سنة الشمس هو الذي يكون مبدؤه من نقطة من نقط فلك الشمس إلى عودها إليها، وأن هذا الزمان مساو للزمان الذي يكون مبدؤه من مقارنة الشمس بعض الكواكب الثابته إلى عودها إليه.
وبينا أن أزمان سني الشمس التي يكون مبدؤها من نقط فلك البروج إلى عودها إليها غير متساوية، وأن اختلاف ما بينها ليس له قدر يضر البتة فيما نحتاج إليه من معرفة ما يرى في الشمس، إلا فيما تطاول من الزمان.
وقد تبين لنا، بما عملنا، أن زمان سنة الشمس الذي مبدؤه حركة الشمس من نقطة من نقط فلك البروج إلى عودها إليها <لا > يكون أبدا أكبر من شسه يوما وربع يوم، إلا جزء من قن يوم.
صفحه ۶۰