وروى غيلان بن مطرف [ أنه ] كان يقول : اللهم أرضني بقضائك , فإن هذا السارق لم يرض بما قسمت له فقطعت يده .
واجتمع عدلي ومجبر رافضي فقال العدلي : ما تقول في علي _عليه السلام _أقاتل معاوية على شيء جعله الله لمعاوية وقضاه له أم على شيء جعله لعلي _عليه السلام _ وقضاه له وغصبه معاوية ؟ فقال: بل على شيء جعله لمعاوية وقضاه له ولم يجعله لعلي . فقال : فمعاوية أحسن حالا من علي حيث رضي بما قضي له وجعل له , وعلي لم يرض بما قضي له ولم يقنع بما جعل له , فمعاوية وافق ربه وعلي خالفه ! فانقطع .
وسأل عدلي مجبرا : أكان قتل يحيى بن زكريا بقضاء الله وقدره ؟ قال : نعم . قال : فارضوا به ! فانقطع .
وصعد سلام القاري أبو المنذر المئذنة ليؤذن , فأشرف على سطحه فإذا غلام يفجر بجاريته , فبادر ونزل وأخذهما ليضربهما, فقال الغلام : أتلومني ؟ وإن القضاء والقدر لم يدعانا حتى فعلنا ذلك ! فقال : لعلمك بالقضاء والقدر أحب ألي من كل شيء , أنت حر لوجه الله ! .
وكان بأصبهان شيخ مجبر يؤذن , فصعد المئذنة فرأى رجلا يفجر بأهله , فبادر وهرب الرجل فأخذ يضرب المرأة وهي تقول له : القضاء والقدر ساقانا ! فقال : يا عدوة الله ! أتزنين وتعتذرين بمثل هذا؟ فقالت : أوه ! تركت السنة وأخذت مذهب ابن عباد ! فتنبه الرجل ورمى بالخشب وقبل ما بين عينيها واعتذر إليها , وقال : لولا أنت لضللت فأنت سنية حقا ! وجمع الصوفية ثلاثة أيام شكرا لله . فهذا ما لقينا منكم يا معشر المعتزلة !
ورأى مجبر رجلا يزني بامرأته , فقال : ما هذا ؟ قالت : قضاء الله وقدره !فقال : خيرة الخيار في ما قضى الله . فلقب ( خيرة الخيار في ما قضى الله ) ! وكان إذا دعي به غضب .
صفحه ۴۲