وفي اعتقادي أن أبا خزر الحامي هو حلقة من حلقات سلفه أو معاصره أبو يزيد مخلد بن كيداد الإباضي الذي ثار على الدولة الفاطمية وألجأها إلى مغادرة البلاد وتركها لأهلها من سكان إفريقية عربا وبربرا. وجاء بعده بقليل أبو خزر ليواصل الصراع مع الفاطميين العبيديين، وهو ما سيجده القارئ الكريم فيما بعد.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الإباضية لم تدرس آراؤهم العقائدية وأصولهم دراسة أكاديمية مثل الدراسات التي قام بها الباحثون عن فرق المعتزلة وآرائها الكلامية والفلسفية، أو الدراسات الكثيرة عن فرق الشيعة أو عن الأشاعرة الذين أخذوا من الاعتزال بطرف ومن السلفية بطرف آخر. كما إنك تجد اهتمام الدارسين بتاريخ الحركات لفرق الإباضية التي كانت في أغلبها تصطبغ بالصبغة التاريخية أو الإخبارية البحتة.
والذي يمكن أن نشير إليه هو أن الكثير من المؤلفات العقائدية للأصول الإباضية قد فقد وخاصة في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ولذلك فإن الدارس يجد صعوبات كثيرة إذا أراد أن يوضح بعض المسائل الكلامية وأن يبرزها في نسق واضح وفي صورة متكاملة.
صفحه ۲