والمهابة من وجه، ويوجب المحبة والتعظيم من وجه آخر، وهو وجه الكمالية.
ومن الأسباب: تلاوة كلامه العزيز بالتدبر، كأنه يسمعه من متكلمه، يخاطب به نبيه صلى الله عليه وسلم، ويقف على مفهوم خطابه، من وعده ووعيده، وترغيبه وتحذيره، ويتجلى منه تجلياته المقدسة التي تقدم ذكرها، فذلك مفتاح المعرفة، ومهيج للحب والتعظيم، بمشيئة الله تعالى وعونه.
ومن الأسباب الموجبة للمحبة: التوبة إليه، وطاعته واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، والنصح في معاملته، وأن يتخذ عنده دائما عبودية مدخرة، كدرهم يتصدق به لوجه الكريم، أو ركعتين يصليهما لوجهه الكريم، أو يقضي حاجة لأخيه المسلم لوجهه الكريم، أو ينفس عن مكروب لوجهه الكريم.
ومن الأسباب الموجبة للمحبة من الطرفين : اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقتداء به في أخلاقه وفي أفعاله، وسنته وآدابه، بحيث يجعل طريقته سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فذلك موجب للمحبة من الطرفين، قال الله تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله).
ومن الأسباب: دوام ذكر الله تعالى، ومراقبته، والحياء من نظره، وانجماع الهم على إرادته، واستشعار القرب من علمه وبصره، فبذلك تتأكد بعون الله المعرفة، والمعرفة موجبة للمحبة، وبهما يحيا موات القلوب بوابل مطر أذكار علام الغيوب.
صفحه ۵۸