إقامة صنعته، وكيف يستفيد ذلك بالصنعة، ويرتفق بها، ويستفيد صاحب الصنعة بأجرة صنعته، أو ثمنها، أو غير ذلك من الحكم الإلهية، والرحمة الظاهرة بالخلق، من الرياح الدواية، والسحب الماطرة، والشمس والقمر والنجوم، وما تتضمنه من المنافع بطريق الذات، كالحرارة في الشمس، والبرودة والنور في القمر، وبطريق العرض والاهتداء ، أو معرفة الفصول ، ثم تسخير المراكب في البحر الزاخر المكدي، تجلب منافع الآدميين، في تجاراتهم، والدولية المحسوسة في هذا الكون، لقيام أسباب المخلوقات، وذلك بحر عميق للمتفكرين.
ومن أسباب المحبة : الإيمان بصفاته المقدسة، الواردة في التنزيل، من حياته وعلمه وقدرته وكلامه وسمعه وبصره، وإرادته ومشيئته، وعلوه وفوقيته، ووجهه الكريم، ذو الجلال والإكرام، الذي ليس كمثله شيء، ولا تشبه صفاته بشيء، ومن نزوله إلى السماء الدنيا، رحمة لعباده، وقربا إليهم، ليجيب داعيهم، ويقبل توبة تائبهم ومن معيته مع عباده، وقربه منهم، ورحمته لهم، ومن رؤيته يوم القيامة، في عرصات القيامة، وبعد دخول الجنة، كما يرى القمر ليلة البدر، لا يضامون في رؤيته، ومن تجليه ضاحكا، ومن كلامه يوم القيامة لعباده.
ومن الأسباب الموجبة للمحبة - أيضا - الصفات التي تدل على كماله، فإن الكمال - أيضا - من موجبات المحبة، وهي قهره وانتقامه من أعدائه، وشدة بطشه وعظمته وهيبته، وسلطانه، وكبريائه وجبروته وجلاله، فذلك - أيضا - دال على كماله، فهو يوجب الخوف
صفحه ۵۷