فدانت مرافقهن: أي ساخت قوائمها في التراب إلى مرافقها، ثقة بأن الدم الذي يجريه ركابها يغسله ذلك التراب، والكاذة: لحم الفخذ، والمستغير: طالب الغارة، وشبه تفجج الفرس من شدة عدوه بتفجج البائل؛ لئلا يصيبه رشاشه، والردينية: الرماح، والسائلة: الناقة التي جف لبنها، فلا يصبح به إلا الفرس الكريم.
ومنها: أن يكون جلد البطن قويًا شديدًا، قال النابغة الجعدي:
كأن مقط شراسيفه ... إلى طرف القنب فالمنقب
لطمن بترسٍ شديد الصفا ... ق من خشب الجوز لم يثقب
الشرسوف: مقطع الضلع المشرف على البطن، والصفاق: جلد البطن، والقنب: وعاء القضيب، والمنقب: وقد أخذه ابن مقبل فقال:
كأنما بين جنبيه ومنقبه ... من جوزه ومناط الليث ملطوم
بترس أعجم لم تنخر مناقبه ... مما تحير في آطامها الروم
وقال مرة بن محكان:
كالسيد لم ينقب البيطار سرّته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصبا
وقال آخر:
أقب لم يلمس البيطار سرته ... ولم يدجه ولم يغمز له عصبا
وذلك أن البيطار ينقب بطن الدابة في سرتها حتى يسيل منها ماء أصفر ومنها أن يكون الشعر الذي في الخاصرة قويًا صلبًا قال الشاعر:
طويل الحدا سليم الشظى ... كريم المراح صليب الخرب
الحدا: سالفة الفرس، وهو ما تقدم من عنقه، والخرب: الشعر المقشعر في الخاصرة، وقال الجعدي:
شديد فلاة الموقفين كأنما ... به نفسٌ أو قد أراد ليزفرا
ومنها أن يكون الشعر المتدلي في مؤخر الرسغ طويلًا أسود ويسمونه الثنن، قال امرؤ القيس:
لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر
يفين: أي يكثرن، والازبئرار: الانتفاش.
ومنها أن تكون حوافرها مدورة صلبة ليس فيها تقشر، وأن تكون سوداء أو خضراء؛ لأن البياض إن لم يكن عن تحجيل لا يكون إلاّ عن رقة الحافر قال امرؤ القيس:
لها حافرٌ مثل قعب الولي ... دركب فيه وظيف عجر
القعب: القدح الصغير، والوليد: الصبي، أي: إن حافرها صغير كقدح الصبي، وذلك ممدوح لثباته، والوظيف: مستدق الذراع والساق، والعجر: الصلب. وقال ابن المعتز:
وقد أغتدي بقارحٍ ... مسوم يعبوب
ينفي الحصى بحافرٍ ... كالقدح المكبوب
قد ضحكت غرته ... في موضع التقطيب
ولقد أبدع الببغا عبد الواحد المخزومي بقوله:
وكأنما نقشت حوافر خيله ... للناظرين أهلة في الجلمد
وكأن طرف الشمس مطروف وقد ... جعل الغبار له مكان الإثمد
وقال حازم في مقصورته:
يلقى الصفا الصم بوقع سنبك ... لا يشتكي من وقع ولا حفا
تراه في الهيجاء مخضوب فمٍ ... من لوكه للجم، مخضوب الشوى
وقال كعب:
سمر العجايات يتركن الحصى زيمًا ... لم يقهن رؤوس الأكم تنعيل
زيمًا: أي متفرقة. وقال آخر:
وحافرٍ صلب العجى مدملقٍ ... وساق هيضواتها معرق
المدملق: الحجر المدور الأملس، وقال رؤبة:
بكل موقوع النسور أخلقا ... لئم يدق الحجر المدملقا
وقال حسان بن ثابت ﵁:
كأن حماتيها أرنبان ... تقبضتا خيفة الجندل
وقال خالد بن عبد الرحمن:
كأن حماتها كردوس فحل ... مقلصة على ساقي ظليم
وقال أبو دؤاد:
له بين حواميه ... نسور كنوى القسب
وقال ابن دريد:
يرضخ بالبيد الحصى فإن رقى ... إلى الربا أورى بها نار الحبا
وضمنه الصفي الحلي بقوله:
لأجعلن معقلي ... مطهمًا صلب المطى
يرضخ بالبيد الحصى ... وإن رقى إلى الربى
يكابر السمع اللحا ... ظ إثره إذا جرى
إذا اجتهدت نظرًا ... في إثره قلت سنى
جاد به ابن الملك ال ... منصور منصور اللوا
الرضخ: - بالخاء المعجمة وبالحاء المهملة - التكسير، والبيد: القفار، والرقي: الارتفاع، والربا: ما ارتفع من الأرض، وأراد بالحبا: الحباحب، وهي دويبة تبرق بالليل كالنار التي تخرج من حوافر الخيل، قال الشاعر:
إذا افترشت خمسًا أثارت بمتنه ... عجاجًا وبالكدان نار الحباحب
وقال أبو العلاء المعري:
لقد جشمت طرفك مثقلاتٍ ... فجشمهن أربعة عجالا
1 / 52