أذال الجري منه زبرجديًا ... وما حق الزبرجد أن يذالا
وقد يلقى زبرجده عقيقًا ... إذا شهد الأمير به قتالا
أخف من الوجيه يدًا ورجلًا ... وأكرم في الجياد أبًا وخالا
وكل ذؤابةٍ في رأس خودٍ ... تمنى أن تكون له شكالا
يود التبر لو أمسى حديدًا ... إذا حذي الحديد له نعالا
التجشيم: التكليف، والطرف: الفرس الكريم، ولا يوصف به إلاّ الذكر خاصة، والمعنى: تسوم فرسك ما يهمك، وهو يسوم قوائمه العجلة لتبلغ مرادك، وقال الصفي الحلي:
وعادية إلى الغارات ضجًا ... تريك لقدح حافرها التهابا
كأن الصبح ألبسها حجولًا ... وجنح الليل قمصها إهابا
جياد في الجبال تخال وعلًا ... وفي الفلوات تحسبها عقابا
إذا ما سابقتها الريح فرت ... وأبقت في يد الريح الترابا
وقال المتنبي:
وجردًا مددنا بين آذانها القنا ... فبتن خفافًا يتبعن العواليا
تماشى بأيد كلما وافت الصفا ... نقشن به صدر البزاة حوافيا
وقال امرؤ القيس:
ويخطو على صم صلابٍ كأنها ... حجارة غيل وراساتٌ بطحلب
الوارسات المصفرات والطحلب ما على الماء من الخضرة. وقال آخر:
لا رحح فيها ولا اصطرار ... ولم يقلب أرضها البيطار
الرحح: الحافر العريض والمصطر: المتقبض، وقال الأعشى:
وكل كميت كجذع الخضا ... ب يردى على سلطان اللثم
الخضاب: النخلة والسلطات: الحوافر واللثم: الصلب، وقال آخر:
يترك خوار الصفا ركوبا ... بمكربات قعبت تقعيبا
المكرب الصلب والقعب قدح من خشب يشبه به الحافر بالاستدارة. وقال آخر:
بكل وأب للحصى رضاخ ... ليس بمصطرٍ ولا فرشاخ
الوأب: الشديد القوي، والفرشاخ: المنبطح، وقال طرفة بن العبد:
من عناجيج ذكور وقح ... وهضبات إذا ابتل الغدر
الوقح: صلابة الحافر، والعناجيج: الجياد من الخيل، والهضب: العرق وقال أبو النجم:
لا تشتكي الحوافر الصموحا ... يلتحن وجهًا بالحصى الملتوحا
الصموح الشديد، وقال الأحمر الباهلي:
تمشي بأوظفة شداد أسرها ... صم السنابك لا تفي بالجدجد
الوظايف: مستدق الذراع والساق، والأسر: شدة الخلق، والجدجد: الأرض الصلبة، وقال علقمة:
وقد أقود أمام الحي سلهبة ... يهدى بها نسب بالحي معلوم
لا في شظاها ولا أرساغها عتب ... ولا السنابك أفناهن تقليم
سلاءة كعصي الهند غل لها ... ذو فيئة من نوى قران معجوم
تتبع جونًا إذا ما هيجت زحلت ... كأن دفًا على علياء مهزوم
وقال امرؤ القيس:
كأني لم أركب جوادًا ولم أقل ... لخيلي كري كرةً بعد إجفال
ولم أشهد الخيل المغيرة بالضحى ... على هيكلٍ نهد الجزارة جوال
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ... له حجبات مشرفات على الفال
وصمٌ صلابٌ ما يقين من الوجا ... كأن مكان الردف منه على رال
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... كغيث من الوسمي رائده خال
تحاماه أطراف الرماح تحاميًا ... وجاد عليه كل أسحم هطال
بعجلزةٍ قد أترز الجري لحمها ... كميت كأنها هراوة منوال
ذعرت بها سربًا نقيًا جلوده ... وأكرعه وشي البرود من الخال
كأن الصوار إذ يجاهدن غدوة ... على جمدٍ خيل تجول بأجلال
فجال الصوار واتقين بقرهبٍ ... طويل القرى والروق أخنس ذيال
فعادى عداء بين ثور ونعجة ... وكان عداء الوحش مني على بال
كأني بفتخاء الجناحين لقوةٍ ... صيودٍ من العقبان طأطأت شملال
تخطف خزان الشرية بالضحى ... وقد حجرت منها ثعالب أورال
كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
العجلزة: القوية الشديدة، وهو من الأوصاف المختصة بالأنثى فقط كالسرحوبة، والقيدود: بمعنى الطويلة، وقوله: (يقين) أي: يتقين، والوجا: الحفا، أو: شق حافر الفرس من الصدع، والردف: مقعد المردوف، تسمى القطاة، والرأل: فرخ النعامة، حذفت همزته للضرورة، وقال أبو تمام غالب بن رياح الحجام الأندلسي:
وتحتي ريح تسبق الريح إن جرت ... وما خلت أن الريح ذات قوائم
1 / 53