محجلة غرأ كأن رعالها ... بحار جرت فيها والجنائب
من الاعوجيات الصوافن ترتمي ... إذا رجعت يوم القراع مقانب
وقال الأشتر النخعي:
بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس
إن لم أشن على ابن حرب غارة ... لم تخل يومًا من نهاب نفوس
خيلًا كأمثال الثعالي شزّبًا ... تعدو ببيضٍ في الكريهة شوس
حمي الحديد عليهم فكأنه ... ومضان برقٍ أو شعاع شموس
الثعالي: الغيلان. وقال آخر:
وهل رد عنه باللقان وقوفه ... صدور المذاكي والمطهمة القبا
وقال المنخل بن الحارث اليشكري:
وعلى الجياد الضمرا ... ت فوارس مثل الصقور
يخرجن من خلل الغبا ... ر يجفن بالنعم الكثير
أقررت عيني من أؤل ... ئك والفواتح بالعبير
وقال زفر بن الحارث:
ولما لقينا عصبة تغلبية ... يقودون جردا للمنية ضمرا
سقيناهم كأسًا سقونا بمثله ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
وهي من الشهادة لأعدائه بالصبر والشجاعة.
وقال أبو القاسم بن هاني يمدح جعفر بن علي من قصيدة:
القائدي الخيل العتاق شوازبًا ... خزرًا إلى لحظ السنان الأخزر
شعت النواصي حشرة آذانها ... قب الأياطل داميات الأنسر
تنبو سنابكهن عن عفر الثرى ... فيطأن في جد العزيز الأصفر
وقال النابغة الذبياني:
تأتي الجياد من الجولان قائضة ... من بين منعلة ترجى ومجنوب
حتى استغاثت بأهل الملح ما طمعت ... في منزل طعم نوم غير تأويب
ينضحن نضح المزاد الوفر اتأفها ... شد الرواة بماء غير مشروب
قب الأياطل تردى في أعنتها ... كالخاضبات من الذعر الظنابيب
شعث عليها مساعير لحربهم ... شم العرانين من مرد ومن شيب
وقال:
وقد زحفوا لغسان بزحف ... رجيب السرب أرعن مر جحن
بكل مجرب كالليث يسمو ... على أوصال ذيال رفن
وضمر كالقداح مسومات ... عليها معشر أشباه جن
ومنها أن تكون بعيدة ما بين الكعبين حتى لا يضرب بعضها بعضًا، قال ابن دريد:
لا صكك يشينه ولا فجا ... ولا دخيس واهنٌ ولا شظى
لو اعتسفت الأرض فوق متنه ... تجوبها ما خفت أن يشكو الوجى
يجري فتكبو الريح في غاياته ... حسرى تلوذ بجراثيم السحا
تظنه وهو يرى محتجبًا ... عن العيون إن دأى وإن ردى
الصكك: تقارب الكعبين وتدانيهما حتى يضرب بعضهما بعضًا، والصدف: خلافه، وهو تداني الفخذين وتباعد الحافرين في التواءٍ في الرسغين أو ميل في الحافر إلى الشق الوحشي، فإن مال إلى الأنثى فهو القفد، والكتف: الذي انضمت كتفاه على وسط كاهله، والذي فيه انفراج أعالي الكتفين من عراضيفها مما يلي الكاهل، وكل هذه عيوب، والشين: العيب، والفجا: الفجج، وهو تباعد ما بين الكعبين بإفراط، والدخيس: موصل الوظيف في الرسغ، والعظيم: الذي في جوف الحافر، والوهن: الضعف، والشظى: عظم لاصق بالذراع إذا تحرك قيل شظى الفرس، أو: انتثار العصب وانشقاقه، والاعتساف: السير على غير هداية، والمتن: الظهر، وجوب الأرض: قطعها، والوجى: بلوغ الوجع إلى باطن الرسغ، والكبو: السقوط، وحسرى: معيية، وتلوذ: تدور، والذأى والردى: ضرب من العدو، وهو التقريب. وقال النابغة الجعدي:
وقد أكون أمام القوم تحملني ... جرداء لا فجج فيها ولا صكك
وقال العجاج:
لا فجج يرى بها ولا فجا ... إذا حجاجا كل جلد محجا
وقال المتنبي:
خرجن من النقع في عارض ... ومن عرق الركض في وابل
فلما نشفن لقين السياط ... بمثل صفا البلد الماحل
شفن لخمس إلى ما طلبن ... قبيل الشفون إلى نازل
فدانت مرافقهن الثرى ... على ثقة بالدم الغاسل
وما بين كاذتي المستغير ... كما بين كاذتي البائل
فلقين كل ردينيةٍ ... ومصبوحة لبن الشائل
1 / 51