لو قيل عج نحو السماء مبادرا ... وطئت يداه دوابر الدبران
أو قيل جز فوق الصراط مسارعا ... لمشى عليه مشية السرطان
وقال أبو العلاء المعري:
وتحتي الكر إدماجا وفوقي ... نظير الكر في ديم وهتن
وقبله:
كأني لم أرد الخيل تردي ... إذا استقيتها علقا سقتني
ألاقي الدارعين بغير درع ... وأدعو باالمدجج لا تفتني
كأن جيادهم أسراب وحش ... أصرعهن من ربد وأتن
وما أعجلت عن زرد حذارا ... ولاكن المفاضة أثقلتني
أكلت منكبي سمر العوالي ... وحمل الساربري أكل متني
وقد أغدو بها قضاء زغفا ... وتكفيني المهابة ما كفتني
وتحتي الكر إدماجا وفوقي ... نظير الكر في ديم وهتن
أعاذل طالما أتلفت مالي ... ولكن الحوادث أتلفتني
الرديان: ضرب من العدو والعلق: الدم والمدجج: شاكي السلاح والسرب: قطيع البقر والظباء وغيرها والربد: النعام، والأتن: الإناث من الوحش، والزرد: الدرع، والمفاوضة: الدرع الواسعة، والزغف: الدرع اللينة الواسعة المحكمة، والكر الأول: الحبل، والإدمادج: إحكام الفتل، والكر الثاني: الغدير، والديم: المطر الدائم، وهتن المطر: هطل، وقال أبو تمام:
وحاذه بسيوف طالما شهرت ... فأخلفت مترفا ما كان فسك رجا
وشرب مضمرلت طالما خرقت ... من القتام كان الوغى نسجا
وقال أيضا:
ألم يجلب الخيل من بابل ... شوازب مثل قداح الساء؟
وقال ابن الصعق:
بمنجب مثل العقا ... ب تخاله للضمر قدحا
وقال آخر:
بالخيل عابسة زورا مناكبها ... تعدو شوازب بالشعث الصناديد
الشوازب: الضوامر، وقال عنترة:
نأتي الصريخ على جيادٍ ضمرٍ ... خمص البطون كأنهن ثعالي
من كل شهواء اليدين طمرة ... ومقلصٍ عبل الشوى ذيال
وقال المتنبي:
وشزبٌ أحمت الشعرى شكائمها ... ووسمتها على آنافها الحكم
حتى وردن بسمنين بحيرتها ... تنش بالماء في أشداقها اللجم
وأصبحت بقرى هنزيط جائلةً ... ترعى الظبى في خصيبٍ نبته اللمم
الشعرى: نجم يطلع في فصل الصيف، والشكيمة: رأس اللجام، والحكم: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه، والمعنى: حميت حدائد لجمها بحرارة الهواء حتى وسمت أنوف الخيل، ثم وردت بحيرة سمنين، فلما أصاب الماء سمع لها نشيش في أضداقها كأنها محماة على النار، وسقيها الماء باللجم لئلا يحصل لها ضرر، وقال امرؤ القيس:
وإن أمس مكروبًا فيا رب غارةٍ ... شهدت على أقب رخو اللبان
على ربدٍ يزداد عفوًا إذا جرى ... مسح حثيث الركض والزألان
ويخدى على صم صلابٍ ملاطس ... شديدات عقد لينات مثان
وغيثٍ من الوسمي حو نباته ... تبطنته بشيظم صلتان
مكر مفر مقبل مدبر معًا ... كتيس ظباء الحلب العدوان
إذا ما جنباه تأوَّد متنه ... كعرق الرخامى اهتز في الهطلان
القب: الضامر، والرخو: اللين، يقال فرس رخوة، أي: سهلة مسترسلة، واللبان: - بالفتح - الصدر، أي: أنه لين الأعطاف واسع الصدر، والربذ: الخفيف القوائم في المشي، والعفو: الجري بلا مشقة، والذئلان: المر الخفيف، ومنه تسمية الذئب ذؤالة، والمعنى كلما زاد جريه زاد نشاطه ويحذى: أي يسرع على حوافر صلاب، والملطاس: المعول والعقد: الرسغ، والمثاني: المفاصل التي تنثني، والوسمي: أول مطر يقع في الأرض، والحو: الخضر، والتلاع: ما ارتفع من الأرض، والشيظم: الطويل، والصلتان: - محركة - النشيط. وقوله: (مكر الخ ...) أي: أنه قد ضمر للجري فنشاطه نشاط ذكر الظباء، والتأود: التثني: والمتن: الظهر، وتجنيب الفرس: ركوب فارسه ناقة وقوده بجانبها لوقت الحاجة: وقال عنترة:
وغداة صبحن الجفار عوابسًا ... يهدي أوائلهن شعث مشزب
وقال المتنبي:
ورميك الليل بالجنود وقد ... رميت أجفانهم بتسهيد
فصبحتهم رعالها شزبا ... بين ثبات إلى عباديد
الضمير في رعاللها للخيل، وقال أبو إسحاق ابن الحاج النميري الأندلسي:
أقول لجرد الخيل قبا بطونها ... معقدة منها لحرب سباسب
طوالع من تحت العجاج كأنها ... نعام بكثبان الصريم خواضب
1 / 50