ونحن نمعنا من تميمٍ وقد طغت ... مراعي الملا حتى تضمنها نجد
كمعطفنا يوم الكفافة خيلنا ... لتتبع أخرى الجيش إذ بلغ الجد
على حين شالت واستخفت رجالهم ... حلائب أحيال يسيل بها الشد
إذا هي شك السمهري نحورها ... وحامت على الأبطال أتعبها القد
تكر سراعًا في المضيق عليهم ... وتثني بطاء ما تخب ولا تعدو
فأثنوا علينا لا أبا لأبيكم ... بإحساننا إن الثناء هو الخلد
وقال المفضل النكري:
تشق الأرض شائلة الذنابى ... وهاديها كأن جذع سحوق
وقال النمر:
جموم الشد شائلة الذنابى ... تخال بياض غرتها سراجا
وقال الحطيئة:
ولن تفعلوا حتى تشول عليهم ... بفرسانها شول المخاض اقمطرت
عوابس بالشعث الكماة إذا ابتغوا ... علالتها بالمحصدات أضرت
المحصدات: السياط المفتولة، والعلالة: الجري بعد الجري. وقال بشار:
والخيل شائلة تشق غبارها ... كعقارب قد رفعت أذنابها
فشبه الخيل الرابفعة أذنابها بالعقارب الرافعة لأذنابها. وقال المتنبي:
رمى الدرب بالجرد الجياد إلى العد ... وما علموا أن السهام خيول
شوائل تشوال العقارب بالقنا ... لها مرح من تحته وصهيل
فقد استحق المتنبي بصنيعه بيت بشار حيث أخذ معناه وزاد عليه لأنه جعل الخيل شائلة بالقنا كما تشول العقارب بأذنابها وإن لها من الطعن ما للعقارب من اللسع، وقال الصفي الحلي:
وكتيبة تذر الصهيل رواعدا ... والبيض برقًا والعجاج سحائبا
حتى إذا ريح الجلاد حدت لها ... مطرت فكان الوبل نبلًا صائبا
بذوائب ملد يخلن أراقمًا=وشوائل جرد يخلن عقاربا
تطأ الصدور من الصدور كأنما ... تعتاض من وطء التراب ترائبا
وقال غني بن مالك:
دفعنا الخيل شائلة عليهم ... وقلنا بالضحى فيحي فياحي
وقال عدي بن خرشة الحظمي:
ويكشف نخوة المحتال عني ... جراز كا لعقيقة إن لقيت
واقدر مشرف الصهوات شاظ ... كميت لا احمق ولا شيت
الشاظي: الذي يرفع ذنبه في عدوه والأحمق الذي يضع حافر رجليه موضع يديه والشئيت: الذي يقصر موقع حافر رجليه عن موقع حافر يديه وهما عيب بخلاف الأقدر وهو الذي يفوت موقع حافر يديه وهو محمود والكرب الذي يضرب بيده باستقامة ولا يفلتها نحو بطنه وهو عيب خلقي وأما أهل المغرب فيكرهون شيل أذناب الخيل ويعدونه من عيوبها وأكره ما يكون عندهم شيل ذنب الأنثى وجميع أجناس خيل الشام تشيل أذنابها عند العدو إلا الجنس المسمى عندهم بالجافة فإن أفرادها لا تشيله.
فائدة: إذا شق من جلد أصل ذنب الفرس الذي يعزل ذنبه مقدار شبر وسلخ الجلد من الجانبين حتى يظهر العسيب، ثم يقطع اللحم الذي على جانبي العسيب، ويحشى الجرح بالزبل اليابس ليحبس الدم، ثم يلقى بعض جلده إلى بعض، ويربط ثلاثة أيام، ثم يطوى بالخل والعسل، ويدهن بالمرهم حتى يبرأ، فإنه لا يعزل بعد ذلك.
ومنها أن تكون ضامرة البطن. قال الصفي الحلي:
لمن الشوازب كالنعام الجفل ... كسيت جلالًا من غبار القسطل
يبرزن في حلل العجاج عوابسًا ... يحملن كل مدرع ومسرنل
شبه العرائس تجتلى فكأنها ... في الخدر من ذيل العجاج المسبل
فعلت قوائمهن عند طرادها ... فعل الصوالج في كرات الجندل
فتظل ترقم في الصخور أهلة ... بسنا حوافرها وإن لم تنعل
يحملن من آل العريض فوارسا ... كالأسد في أجم الرماح الذبل
وقال أيضا:
وكتيبة ضرب العجاج رواقها ... من فوق أعمدة القنا المران
نسج الغبار على الجياد مدارعا ... موصولة بمدارع الفرسان
ودم بأذيال الدروع كأنه ... حول الغدير شقائق النعمان
حتى إذا استعر الوغى وتتبعت ... بيض الصفاح مكامن الأضغان
وبرزت تلفظك الصفوف إليهم ... لفظ الزناد سواطع النيران
بأقب يعصي الكف ثم يطيعه ... فتراه بين تسرع وتوان
قد أكسبته رياضة سواسه ... فتكاد تركضه بغير عنان
كالصقر في الطيران والطاووس في ال ... خطرات والخطاف في الروغان
يرنو إلى حبك السماء توهما ... إن المجرة حلبة الميدان
1 / 49