أي: إذا استفرغت الجري نسفت حزامها بمرفقيها، وإذا ملأت فروجها عدوًا سد الغبار ما بين طبييها، وقال أبو النجم:
وانسف الجالب من أندابه ... أغباطنا الميس على أصلابه
وقال امرؤ القيس:
وساقان كعباهما أصمعا ... ن لحم حمايتهما منبتر
الأصمع: اللطيف، والحماة: عضلة الساق، وقال الشاعر:
له ساقا ظليم خا ... ضبٍ فوجئ بالرعب
حديد الطوف والمنك ... ب والعرقوب والقلب
وقال ابن دريد:
ركبن في حواشبٍ مكتنةٍ ... إلى نسورٍ مثل ملفوظ النوى
ركبن: أي القوائم، والحوشب: موصل الوظيف في الرسغ، والمكتن: المستور، والنسر: لحمة في باطن الحافر، والملفوظ: المطروح، ويقال للحافر: السنبك، ولحرفيه: الحاميتان، ولمؤخره: الدابرة، وقال امرؤ القيس:
ولم أشهد الخيل المغيرة في الضحى ... على هيكل نهد الجزارة جوال.
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ... له حجبان مشرفات على الفالي
الهيكل: الفرس الطويل، والنهد: الضخم المشرف، والجزارة: القوائم.
قال الأعشى:
ولا نقاتل بالعصا ... ولا نرامي بالحجاره
إلا علالة أو بدا ... هة قارح نهد الجزاره
والجوال النشيط السريع في الإدبار والإقبال،وعبل الشوى غليظ القوائم قوي العصب،قال عنترة العبسي:
تمسي وتصبح فوق ظهر حشية ... وابيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرج على عبل الشوى ... نهد مراكله، نبيل المحزم
المراكل: المواضع التي تصيب رجل الفارس من الجانبين إذا استوى على ظهر الفرس، والشظا: عظم لاصق بالذراع، والشوى: اليدان والرجلان والنسا عرق في الفخذ، وقال خفاف بن ندبة:
عبل الذراعين سليم الشظى ... كالسيد يوم نقرة الصادر
وقال ربيعة بن مقروم الضبي:
ولقد شهدت الخيل يوم طرادها ... بسليم أوظفة القوائم هيكل
متقاذفٍ شنج النسا عبل الشوى ... سباق أبدية الجياد عميثل
لو لم أكفكفه لكان إذا جرى ... منه الغريم يدق فاس المنجل
وإذا جرى منه الحميم رأيته ... يهوى بفارسه هوي الأجدل
وإذا تعلل بالسياط جيادها ... أعطاك نائبه ولم يتعلل
الوظيف: مستدق الذراع والساق، ولكل من ذوات الأربع ثلاثة مفاصل الفخذ والساق والوظيف، ثم الحافر أو الخف أو الظلف، وفي يديه ثلاثة مفاصل، العضد والذراع، والوظيف، ثم الحافر، أو الخف أو الظلف. وقصر الذراعين من عيوب الفرس، قال الأصمعي: لم يسبق أدن قط إلا أدن بني يربوع، والأدن قصير الذراعين.
ومنها أن يكون عسيبها قصيرًا رقيقًا وبهذا يفرق العتيق وغيره، لأن الغير يصل عسيبه إلى خاصرتيه وسبيبها طويل. قال ابن دريد:
طويل ذيل وسبيب وطلا ... قصير ظهر وعسيب ونسا
السبيب: شعر الناصية والعرف والذنب، والطلا: - بالضم - العنق، وتحمد الناصية الطويلة كثيرة الشعر، وتذم القصيرة الخفيفة، قال ابن جندل:
من كل حت إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
وليس أسفى ولا أقنى ولا سفل ... يسقي دواء قفي السكن مربوب
الحت: السريع، واليعبوب: واسع الجري، والأسفى: خفيف الناصية، والأقنى: الذي في أنفه احد يداب، والسفل: سيء الخلق، والقفية: ما يؤثر به الضيف، والمربوب: المربى، والسفا: ممدوح في البغال والحمير، مذموم في الخيل، والعسيب عظم الذنب، والممدوح في الخيل قصره، والنسا: عرق يستبطن الفخذين من الورك إلى الحافر، قال امرؤ القيس:
ضليعٌ إذا استدبرته سد فرجه ... بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزل
الضليع: القوي العظيم، والفرج: فضاء ما بين اليدين والرجلين، والضافي: السابغ، والأعزل: الذي يميل ذنبه إلى أحد شقيه، والمعنى: قوي يسد ما بين رجليه من الفضاء بذنب سابغ مرتفع عن الأرض غير مائل إلى أحد الشقين، وقد خطئ البحتري بقوله:
ذنب كما سحب الرداء يذب عن ... عرف وعرف كالقناع المسبل
لأن الذنب إذا مس الأرض كان عيبًا، فكيف إذا سحبه وإنما الممدوح ما قرب من الأرض ولم يمسها، وقال أبو القاسم الحسن بن بشر في الموازنة بين أبي تمام والبحتري وقد عيب على امرئ القيس قوله:
لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسد به فرجها من دبر
1 / 47