النعامة: الدماغ، والميعة: الناصية الطويلة السائلة، والصرد: الحارك، وأسفله يسمى المنسبح، وإشرافه لا يعتري إلا عتاقها؛ ولذا يجعل للسرج سناف ليثبت مكانه ولا يتأخر، والسناف: سير يجعل فوق اللبب.
وقال ابن دريد:
ومشرف الأقطار خاظ نحضه ... حابي القصير جرشع عرد النسا
قريب ما بين القطاة والمطا ... بعيد ما بين القذال والصلا
أقطار الفرس: ما أشرف منه؛ كالرأس والعجز والكانبة وهي منقطع العرف، والخاظي: المكتنز، والنحض: اللحم، والحابي: المرتفع، والقصير: آخر الأضلاع، والجرشع: ضخم الصدر منفتح الجنبين، والعرد: الشديد، والنسا: عرق في الفخذ، لحيم قوي ظاهر، يستبطن الفخذين حتى يصير إلى الحافر، فإذا هزلت الدابة خفي وإذا سمنت جرى بينهما وظهر؛ كأنه حية، فإن قصر كان أشد لزة لرجليها، وإن كان فيه توتير كان أسرع لقبضهما وبسطهما، إلا أنه لا يسرع المشي، ولذا كان شنجه ممدوحًا في العتاق، مذمومًا في الهماليج؛ لأن العتاق للجري، والهماليج: للسير، والهملجة: مقاربة الخطا مع الإسراع، والارتجال: خلط العنق بشيء من الهملجة، والعنق: مباعدة الخطا والوسع في الجري، ولذا يوصف البرذون والبغل والحمار بالفره دون العتيق. وعيب على عدي بن زيد قوله:
بضافٍ يعري جله عن سراته ... يبذ الجياد فارهًا متتابعا
والقطاة: مقعد الردف، والمطا: الظهر، والقذال: جماع مؤخر الرأس، والصلا: ما عن يمين الذنب وشماله، وقال ابن الرقاع:
وترى لفر نساه غيبًا غامضًا ... قلق الخصيلة من فويق المفصل
أي: انفلقت فخذاه لما سمن، فجرى النسا واستبان، وقال طفيل:
وعارضتها رهوًا على متتابع ... شديد القصير خارجي محنب
الخارجي: كل من فاق جنسه ونظيره، وقال امرؤ القيس:
كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
الحال: موضع اللبد من الفرس، والصفواء: الحجر اللينة الملساء، والمتنزل: الذي ينزل عليها، أي أنه أملس المتن يزل عنه اللبد كما تزل الصفواء بالمتنزل. فالمطلوب في متن الفرس قلة لحمه، ولذا خطّأ الأصمعي أمرأ القيس في وصفه المتن بكثرة اللحم بقوله:
لها متنتان خظاتا كما ... اكب على ساعديه النمر
أي: لها متنتان كساعدي النمر البارك في غلظها.
وقال ابن دريد:
مداخل الخلق رحيب شجرة ... مخلولق الصهوة ممسود وأي
مداخل الخلق: مجتمعه، والرحيب: الواسع، والشجر ما بين اللحيين، والمخلولق: الأملس، والصهوة: مقعد الفارس، والممسود: المفتول، ووأي: السريع الشديد، قال النابغة:
لقد لحقت بأولى الخيل تحملني ... كبداء لا شنج فيها ولا طنب
الطنب: طول الظهر، وقال الجعدي:
مثل هميان العذاري بطنه ... أبلق الحقوين مشطوب الكفل
وقال حميد بن ثور:
موشحة الأقراب أما سراتها ... فملس وأما جلدها فذهيب
وقال ابن الأحمر:
بمقلص درك الطريدة متنه ... كصفا الخليقة بالفضاء اللبد
الخليقة: الصخرة التي لا كسر فيها ولا وصم، وقال آخر:
أمرت عزيزاه ونيطت كرومه ... إلى كفل راب وصلب موثق
الكرمة: رأس الفخذ المستدير، كأنه جوزة، وقال أبو دؤاد:
مزح الدهر فأعددت له ... مشرف الحارك محبوك الكتد
وقال آخر:
على محبوك السراة كأنه ... عقاب هوت من من مرقب وتعلت
وقال امرؤ القيس:
لها كفل كصفاة المسي ... ل أبرز عنها جحاف مضر
الصفاة: الصخرة الملساء، أي: أن كفله كالصخرة الملساء التي جرى عليها السيل وأذهب ما كان عليها من الغبار، والجحاف: السيل الذي يجحف، أي: يحمل كل شيء مضر، فشبه كفله بالصفاة التي يجري عليها السيل حتى صفت وأملست، وهو المطلوب في الكفل، لأن الفرق عيب، وقال أيضًا:
له كفل كالدعص لبده الندى ... إلى حارك مثل الغبيط المذأب
الدعص: الكثيب الصغير من الرمل، والغبيط: قتب الهودج، والمذأب: الواسع، أي: أن كفله مملس مستوٍ وحاركه مشرف، فهو مع الحارك مثل الغبيط. وقال:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معًا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
1 / 45