بحضرته وبين يديه في ديوان الجيش فإنه غرس منه للدولة بل للملة شجرة مباركة متزايدة النما، أصلها ثابت وفرعها في السما، تؤتى أكلها كل حينٍ بإذن ربها وحمل إلى الخليفة في زفاف أخته بيوت مال أقلها قناطير الذهب وترامت في أيامه الحال بالأمير عز الدين حسام قريبه وعظم صيته واستولى على تدبير كثير من أموره عمه فارس المسلمين وصهره سيف الدين وعظم غلمان أبيه عن الوقوف عند أوامره وفي أيامه قُتل الخارجي ابن نزار وقُتل أيضًا في أيامه المعظم بن قوام الدولة فإما فراسته فكان فارسًا يُطلق بعدة من القنطاريات ولم يُشهر له من البأس إلا خروجه بعد عمه وسيف الدين في نوبة غارة الإفرنج على أعمال الحوف فإنه أغذَّ السير خلف الإفرنج إلى أبي عروق
1 / 54