عدن ومن زبيد ومن مكة ومن عيذاب برًّا وبحرًا فقضى ذلك باتساع الحال وذهاب الصيت حتى كان القاضي أبو عبد الله محمد بن أبي عقامة الحفائلي وهو رأس أهل العلم والأدب بزبيد يقول لي: أنت خارجي هذا الوقت وسهيده لأنك أصبحت تعد من جملة أكابر التجّار وأهل الثروة ومن أعيان الفقهاء الذين أفتوا ودرسوا غيرهم ومن أفضل أهل الأدب منزلة وأفصحهم عارضة فإما الوجاهة عند أهل الدول المتباعدة ونعمة خدّك بالطيب واللباس وكثرة السراري فوالله ما أعرف من يعشرك فيه فهنيئًا لك فكأن والله بهذا القول نعي إلي حالي وذهاب مالي وذلك أن كتاب الداعي محمد بن سبأ صاحب عدن جاني من ذي جبلة يستدعي وصولي إليه فاستأذنت أهل زبيد فأذنوا لي على غش ودخلٍ من فساد الباطن وكانت للداعي بيدي خمسة آلاف مثقال سيرها معي أبتاع له بها أمتعة من مكة وزبيد فلمّا قدمت إلى ذي جبلة وجدته خارجًا عنها
1 / 28