فأصلح بين الناس ولم تمض إلا أيام قلائل حتى ثارت الفتنة بينهم وكان لخالي محمّد تسع بنات وله ابن واحد اسمه العاطف وكان الناس يضربون به المثل في السودد والكرم ولشجاعة حتّى بلغ من حبّ عمّي علي بن زيدان في العاطف أنه جهّز ابنة له يقال لها زينب بمال كثير جزيل ثم دعا العاطف إلى مجلس الدخول فعقد به عليها وأدخله إليها من ساعته ولم يكلفه درهمًا واحدًا ولا كان عنده من ذلك علم ولا أعلم أباه بذلك ولا أبي حتى كان من قتال هؤلاء وقعة أخرى أجلت للسفهاء عن العاطف قتيلًا بين أبياتنا فحمل إلى منزل والدي وكان والده محمّد بن المثيب غائبًا فقدم في تلك الليلة وفي كل دار من منازلنا ومنازل أخوالي متاحة على ابنه العاطف فجّر بين الناس ذمّة وأمانًا تلك الليلة ودفن العاطف في مقبرنا فلمّا أصبح الناس نادى مناديه إني قد أهدرت دم ابني فلا يحمان
1 / 19