(3) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف "بابن راهويه" المروزي، ولد سنة 161ه، عالم خراسان في عصره، وهو أحد كبار الحفاظ، روى عن: ابن عيينه، وابن علية، وجرير، وأخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، قال فيه الخطيب البغدادي: اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع، وله تصانيف منها "المسند - خ"، استوطن نيسابور، وتوفي بها سنة 238 ه. (ينظر: تهذيب التهذيب، 1/ 190، وما بعدها، الأعلام للزركلي، 1/ 292، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي، 1/ 182، وما بعدها، دار المعرفة، بيروت - لبنان، بدون طبعة وتاريخ نشر).
: اختلفوا في تخليل اللحية، فكان سفيان الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وأصحاب الرأي لا يرون تخليل اللحية واجبا، ومذهب أكثرهم أن ما مر عليه على ظاهر اللحية يجزىء،
وكان عطاء بن أبي رباح (1) يرى بل أصول اللحية.
وقال سعيد بن جبير: ما بال الرجل يغسل لحيته قبل أن تنبت فإذا نبتت لم يغسلها، وكان أبوبكر (2) يوجب الإعادة على من ترك غسل أصول الشعر.
__________
(1) عطاء بن السائب بن مالك، أبو محمد الكوفي، روى عن: أبيه، وأنس بن مالك، وروى عن: ابنه محمد ، وإسماعيل بن أبي خالد، قال عنه أبو حاتم: كان محله الصدق قبل أن يختلط، وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير، مات سنة 36 ه. (ينظر: تهذيب التهذيب، 7/ 183، وما بعدها، الثقات، 2/ 383، تقريب التهذيب، 2/ 22.)
(2) أبو العالية هو رفيع بن مهران الرياحي البصري، أحد الأعلام، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، روى عن: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وروى عنه: ثابت البناني، وخالد الحذاء، قال عنه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة، توفي سنة 90 ه. (ينظر: سير أعلام النبلاء، 4/ 207، أسد الغابة، 2/ 280، تهذيب الكمال، 9/ 214، وما بعدها).
وقال إسحاق (1): إذا ترك التخليل عامدا أعاد، وممن روينا عنه أنه كان يخلل لحيته علي بن أبي طالب وابن عباس والحسن بن علي وابن عمر وانس بن مالك وابن أبي ليلى وعطاء بن السائب (2) ومجاهد وابن ميسرة، وممن روينا عنه أنه رخص في ترك تخليل اللحية: ابن عمر والحسن بن علي وطاووس وأبو العالية (3) والشعبي (4) ومحمد بن علي (5)
__________
(1) الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد الحميري أبو عمرو الكوفي من شعب همدان، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب، روى عن: أسامة بن زيد، وزيد بن ثابت، وروى عنه:
صفحه ۵۳