(1) ذهب الشافعي، ومالك، وأحمد، وداود، إلى أن النية شرط في صحة الوضوء، وذهب أبو حنيفة إلى أنها ليست بشرط. (ينظر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، للإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني، 1/ 65، دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1419ه / 1998م، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، للإمام محمد بن أحمد ابن رشد القرطبي، 1/ 348، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط 1، 1416ه / 1996م، كشاف القناع، للشيخ منصور بن يونس البهوتي الحنبلي، 1/ 98، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط 1، 1418ه / 1997م، المجموع شرح المهذب، للإمام أبي زكريا محي الدين بن شرف النووي، 1/ 311، دار الفكر بدون طبعة وتاريخ نشر، المحلى، لابن حزم، 1/ 73، بدون طبعة وتاريخ نشر).
(3) البينة / 5.
؟ بعد اتفاقهم على شرطيتها في العبادات لقوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (1) ولقوله عليه السلام: " إنما الأعمال بالنيات " (2) وسبب الخلاف تردد الوضوء بين أن يكون عبادة محضة غير معقولة المعني، وإنما المقصود بها القربة فقط كالصلاة وغيرها، وبين أن يكون عبادة معقولة المعنى كغسل النجاسة، لاتفاقهم أن غير المعقولة مفتقرة إلى النية، وليس كذلك المعقولة، والوضوء يشبه العبادتين، فلذلك تردد بينهما فكان سبب الخلاف، ولجمعه عبادة ونظافة، فالفقه علم قوة شبهه بأي المعنيين، فيلحق بشبيهه الأقوى في حكم وجوب النية وعدم وجوبها، والمشهور المعول عليه في المذهب شرط النية في صحة الوضوء (3)
__________
(1) أخرجه الربيع، كتاب الطهارة، باب النية، ص6، ح (1)، من طريق عبدالله بن عباس، وأخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ص21، ح (1)، من طريق عمر بن الخطاب، وأخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنية "، ص792، ح (1707)، من طريق عمر بن الخطاب.
(2) ينظر: قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة، للعلامة جميل بن خميس السعدي، 16/ 10، سلطنة عمان - وزارة التراث القومي والثقافة، 1404 ه / 1984م، كتاب الجامع، للعلامة أبي محمد عبدالله بن محمد بن بركة البهلوي، تحقيق عيسى الباروني، 1/ 264، سلطنة عمان - وزارة التراث القومي والثقافة، بدون طبعة وتاريخ نشر.
(3)
(1) ابن النظر هو العلامة الفقيه الشيخ أحمد بن سليمان بن أحمد بن النظر، من قبيلة النعب، من كبار العلماء أطلق عليه شاعر العلماء وعالم الشعراء، وقد رجح الشيخ سيف بن حمود البطاشي صاحب الإتحاف أنه من علماء الثلث الثاني من القرن السادس، اشتهر بالحفظ الغزير، يروى أنه حفظ أربعين الف بيت من المقطوعات الشعرية، قتله السلطان خردلة بن سماعة النبهاني وحرق كتبه، وقد الف العديد من الكتب ومن أهمها "سلك الجمان في سيرة أهل عمان"، وكتاب "دعائم الإسلام"، وغيرها الكثير. (ينظر: إتحاف الأعيان، 2/ 381، مقدمة كتاب الدعائم، للشيخ أحمد بن النظر، سلطنة عمان - وزارة التراث القومي والثقافة، ط2، 1409ه /1988م.) ،
صفحه ۲۷