1
سقفنا بها بعض الخنادق. •••
روى مراسل جريدة «الدالي كرونيكل» أنه قصد محطة باريس عند وصول بعض الجرحى فرأى ثمانية مجروحين جراحا بليغة ورأى أحد هؤلاء الجرحى تعبا جدا فتقدمت منه الممرضة لتضمد جراحه، فقال لها أريد قسيسا لا تضميد جرحي فأخذت تنادي في الناس ألا يوجد هنا قسيس؟ فنهض من بين الجرحى جريح كادت روحه تبلغ التراقي وجذبها إليه قائلا: أنا قسيس احمليني إلى الجريح، وكان هذا القسيس مصابا بقنبلة وأقل حركة تسبب له آلاما مبرحة فلم تشأ الممرضة تحريكه فأخذ يتضرع إليها قائلا: خذيني إلى الجريح إنه لا يهمني أن أعيش ساعات أخرى، ثم أجهد نفسه حتى وصل إلى رفيقه وباركه وقبل أن يتم عمله مات ومات إلى جانبه رفيقه ويد أحدهما بيد الآخر فركع الممرضون والممرضات والحاضرون أمام الجثتين وأخذوا بالصلاة على روحيهما. •••
يلقب الألمان الجنرال جوفر ببنك الاقتصاد لما يتوخاه في كل خططه الحربية من الحرص على الجنود والذخائر. •••
إن الجندي الإنكليزي أ. ف. سودرن هو الجندي الوحيد الذي حاز نشان صليب فكتوريا في سن السابعة عشرة وذلك أنه أنقذ ضابطا فرنسويا كان في خط النار. •••
غاب عن عائلته بيانكو في مرسيليا غلام في الثالثة عشرة من عمره منذ شهر أغسطس سنة 1915 فبحث عنه أهله طويلا فلم يجدوه إلى أن تلقوا في يوم من الأيام رسالة من الجنرال كوردونيه قائد الجيوش الفرنسوية في سلانيك قال فيها: دزيرة بيانكو غلام في الثالثة عشرة من عمره أصم إلا عن سماع صوت الوطنية فاندس بين الآلاي الخامس والخمسين الذي سافر من مرسيليا على الباخرة «فرانس» إلى الدردنيل ونزل مع هذا الآلاي في سد البحر واشترك بالهجوم الشديد وأظهر بسالة وشجاعة فوق المألوف في هجوم 8 مايو 1915 فقتل وهو يتقدم الجنود ويصيح تقدموا تقدموا بالحراب بالحراب. •••
كان أسيرا فصار آسرا: كتب ضابط في الطوبجية البريطانية بفرنسا إلى أهله بإنكلترا، فقال إن الألمان يحاربون حرب الأسود فقد ضايقونا أمس صباحا بضع ساعات إذ كروا علينا بجموعهم الكثيفة وأصلتنا مدافعهم نارا حامية كانت تنصب علينا كالصيب الهتان فاخترقوا قلبنا وساقوا أمامهم لواء من الفرسان ولكن هذا اللواء عاد فحمل عليهم حملة مجيدة وسددنا إليهم نار مدافعنا فرددناهم إلى خنادقهم وأوقعنا بهم خسارة كبيرة فتكدست أشلاء قتلاهم وجرحاهم أكداسا.
وكان ضابط من ضباط الطوبجية يرقب نار بطاريته من إحدى القرى المجاورة فهجم الألمان على تلك القرية بغتة واحتلوها وأسروا هذا الضابط وأكرموه كثيرا، ثم وضعوه في سرداب ليكون بمأمن من نار المدافع ووضعوا معه بعض الحراس ولكن الحلفاء عادوا فهجموا على تلك القرية وانتزعوها من يد الألمان وأنقذوا الضابط من الأسر فعاد إلى بطاريته يصحبه حرسه الألماني أسرى بيده بعد ما كان أسيرا بيدهم. •••
يسمح الواحد منا بالمليون ولكنه قلما يدرك مقداره، وقد خطر لأحد الإحصائيين أن يسهل على الناس فهم المليون بقوله إن في السنة بطولها نصف مليون دقيقة أو أكثر قليلا، فإذا عرفت ذلك فقد تدرك عظمة الجيوش المتطاحنة في ميادين القتال، وإن كنت لا تدركه به فدونك هذا المثل: قالوا إن الألمان عبئوا ثمانية ملايين جندي في أول الحرب، فلو عرضوا أمامك أيها القارئ ومروا بسرعة عشرين في الدقيقة أو واحد كل ثلاث ثوان وهي سرعة عظيمة لاقتضى مرورهم سنة كاملة ليل نهار. •••
حيلة ألمانية لم تجز على جنود الجوركا: كانت جنود الجوركا متربصة في الخنادق ليلا وإذا بشبح ظهر في ضوء القمر متزييا بزيهم، فلما دنا من الخنادق ناداهم بصوت من اعتاد الأمر: اخلوا الخنادق حالا لأن فصيلة من إخوانكم قادمة لتحتلها بدلا منكم - فاستغرب قائد الفصيلة هذا الأمر، وقال للطارق: من أنت ومن أرسلك؟
صفحه نامشخص