بينما كانت سيارة ألمانية مارة في إحدى القرى المحتلة في شمالي فرنسا صدف مرورها قرب بيت كانت تسرح أمامه أربع دجاجات فدهست واحدة منها عن غير قصد، وكانت صاحبة البيت وهي امرأة في مقتبل العمر جميلة جالسة بالقرب من الباب فلما رأت دجاجتها تتضرج بدمها تحت دواليب السيارة هطلت الدموع من عينيها فأوقف الضابط السيارة، ثم نزل منها واقترب من المرأة الحزينة، وقال لها بلطف وبشاشة: إني حزين يا سيدتي لأني قتلت دجاجتك فأؤكد لك أن ذلك كان عن غير قصد، فأجابته المرأة، وقد اغرورقت عيناها بالدموع: أنا عارفة أن الذنب ليس ذنبك، فسألها: لماذا تبكين؟ أجابته أن عساكركم أخذت كل ما كنت أملكه ولم تترك لي سوى هذه الدجاجات الأربع والتي قتلت الآن هي الوحيدة التي تبيض كل يوم بيضة.
تفرس الضابط في وجهها فرأى فيه ملامح الجمال فداخله شيطان الغرور ومد يده إلى جيبه وأخرج ورقة مالية تساوي خمسة ريالات ووضعها في يدها بعد أن ضغط بأصابعه على أناملها النحيفة ففهمت المرأة قصده السيء ورمت بالورقة من يدها - فلما رأى منها ذلك ضحك ضحكة استهزاء وأخذ الدجاجة المقتولة وانصرف.
وفي اليوم التالي بينما كانت هذه المرأة المسكينة واقفة أمام بيتها تندب دجاجتها أقبل عليها جندي ألماني وبيده أوراق وتعليمات فتقدم إليها، وقال بخشونة: لدي تعليمات بإلقاء القبض عليك لأننا وجدنا بعد البحث والتنقيب أنك لم تصدقي في تقريرك الأخير الذي فيه قلت أنه لا يوجد عندك شعير، وقد وجدنا الأمر بخلاف ذلك، فأجابته المرأة: إنني لم أقل سوى الحقيقة؛ فإن عساكركم أتت من مدة وأخذت كل ما كان عندي فلم تبق ولم تذر.
فأجابها بخشونة أكثر من الأول: أنت كاذبة فيما تقولين فقد أتى إليك البارحة ضابط واشترى من عندك دجاجة ودفع لك ثمنها، ولما ذبحها وجد في حوصلتها شعيرا؛ فالدجاجة دجاجتك والشعير من عندك، فأقسمت له ألا شعير عندها ومن المحتمل أن تكون الدجاجة التقطت حب الشعير من الحقل فلم يصدقها بل جرها مرغمة إلى المعسكر وهناك حكموا عليها بالسجن ثلاث سنوات.
فما ذنب تلك المسكينة إذا أكلت دجاجتها حب الشعير؟ •••
رجع رجل من حرب فأخذ يقص على جماعة من أصحابه أحوال الحرب وأهوالها فسأله أحد الحاضرين: هل قتلت أحدا في كل هذه المدة (لأنه يعرفه جبانا)؟ أجابه: كيف لا فإني حضرت واقعة وخضت معركة دموية استمرت أكثر من ثلاث ساعات حتى صارت جثث القتلى ركاما؛ فجردت سيفي وتقدمت نحو رجل من الأعداء وضربته ضربة قطعت يده وأحضرتها معي افتخارا وتذكارا لتلك الموقعة، فأجابه: كان الأحسن أن تقطع رأسه لا يده، أجاب: إنني كنت أقصد ذلك ولكن كانت رأسه مقطوعة. •••
سأل أستاذ تلميذا له عن مشكلة حسابية قال: على أبيك عشرة آلاف قرش دينا، وقد قضي عليه أن يدفعها عشرة أقساط في كل شهر قسط، فكم يدفع في الشهر الواحد؟
فقال له الولد: لا يدفع شيئا.
فأعاد الأستاذ على تلميذه السؤال وهو يحسبه لا يفهمه فأعاد عليه التلميذ نفس الجواب.
فقال له الأستاذ متعجبا: ما لي لا أراك لا تفهمني ولا تعرف من الحساب شيئا؟
صفحه نامشخص