============================================================
فان قالوا: نعم . فقل : افليس الناس قد يكونون مكلفين للايمان ولا بستطيعون، والله بعذرهم بان لا يأخذونه 4 فانهم لم يمكنوك ايضا من هذا، وسيتركون هذا الكلام، لانهم لا يعذرون (الناس) (1) بإن لا يوحدوا الله، وهم مكلفون للتوحيد يتطيعونه .
ومتى قالوا هذا عذروا من كلف الله معرفته أن لا يعرفونه!
وإن قالوا: إنها تقع قبل الفعل بلا حال بينهما.
20ط/ فقل: ( اليس الاستطاعة لها حال غير الفعل، كما أن حال القائم غيرحال القاعد، وحال النهار غير حال الليل، وحال الكفر غير حال الايمان فإن قالوا: بلى . فقل: افليس إنما يفعلون الايمان بما كلفوا بغير استطاعة لأن الفعل فى غير حال الاستطاعة، وانما يكون فعلهم بلا استطاعة" لان الاستطاعة قد ذهيت فى حالها، كما ذهب الليل، فى حال الليل والنهار فى حال النهار، والقمود فى حال القمود، والقيام فى حال القيام، والكفر فى حال الكفر واشباه هذا. قد ذهبت الاستطاعة وحالها، كما ذهب الليل وحاله والنهار وحاله، وأشباه هذا.
فإن قالوا : بلى (2) .
فقل: فإما يفعلون بغير قوة ولا استطاعة14 .. فإن قالوا: نعم.
فقل: افليس إنما يعمل الناس الايمان والكفر بغير استطاعة ولا قوة؟1 .. فأخبرونى ما ذلك العمل الذى عمل بغير فوة ولا استطاعة14 وقل لهم عند ذلك : اخبرونى عنكم، إذ زعمتم أنه إنما وقع التكليف بالاستطاعة، وتكلفوا أن يفعلوا بالاستطاعة، ففعلوا بغير الاستطاعة، لأنه إنماكلفهم الإيان بالاستطاعة فعلوا بغير الاستطاعة، فهم لم ياتوا به على الوجه الذى كلفهم وهم عصاة، فى قولكم إذ جاءوا بالايمان بغير الاستطاعة.
ولن يقولوا: يفعلون بغير قوة ولاستطاعة، غير انا إنما اتبعنا كل كلام نخاف آن يدخلوا فيه شيئا بلبون به على ضعيف.
فانظر فى هذا الوجه من الكلام نظرا لطيفا، فإن فيه نقض كلام الممطلين القدريةا (1) فى الأصل: ل .
(1) تكمله من الهامش:
صفحه ۷۱