ثم إنه(ع)دعا الناس إلى البراز فتهافتوا إليه وانثالوا عليه فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى أثر في ذلك الجيش الجم قتله وهو يقول
القتل أولى من ركوب العار
والعار أولى من دخول النار
قال عبد الله بن عمار بن عبد يغوث ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته أربط جأشا منه وإن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى شد فيها السبع وكانوا ثلاثين ألفا فيحمل عليهم فينهزمون كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلى مقامه.
فكان(ع)كما قال الشاعر-
إذا الخيل جالت في القنا وتكشفت
عوابس لا يسألن غير طعان
وكرت جميعا ثم فرق بينهما [بينها
سعى رمحه فيها بأحمر قان
فتى لا يلاقي الرمح إلا بصدره
إذا أرعشت في الحرب كف جبان
ولم يزل يقاتل حتى جاء شمر بن ذي الجوشن فحال بينه وبين رحله- فقال(ع)رحلي لكم عن ساعة مباح فامنعوه جهالكم وطغاتكم وكونوا في الدنيا أحرارا إن لم يكن لكم دين.
ويعز على محبي العترة الطاهرة كيف تصير أموالهم فيئا للأمة الفاجرة.
وإلى هذا المعنى أشرت بشعري المقول في آل الرسول
ولما طعنتم نازحين وضمكم
مقام به الجلد العزيز ذليل
وصرتم طعاما للسيوف ولم يكن
لما رمتموه منهج ووصول
وأموالكم فيء لآل أمية
وبدركم قد حان منه أفول
تيقنت أن الدين قد هان خطبه
وأن المراعي للنبي قليل
.
صفحه ۷۲